باب
ذكر قدوم رسول الله صلىاللهعليهوسلم بصرى
ومعرفة وصوله إليها مرة أولى (١) وعوده إليها كرّة أخرى
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن بن أحمد بن إسماعيل الصابوني ، قال : وحدثنا الأستاذ أبو منصور محمد بن عبد الله بن حمشاد ـ إملاء ـ نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا العباس بن محمد الدوري ، نا قراد أبو نوح (٢) ، أنا يونس ، عن أبي بكر بن (٣) موسى ، عن أبي موسى قال : خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله صلىاللهعليهوسلم في أشياخ من قريش ، فلما أشرفوا على الراهب ، هبطوا وحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب ، وكانوا قبل ذلك يمرّون ولا يخرج إليهم ولا يلتفت ، قال : فهم يحلّون رحالهم ، فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين ، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين. فقال له أشياخ من قريش : وما علمك؟ قال : إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلّا خرّ ساجدا ، ولا يسجدون إلّا لنبيّ ، وإني لأعرف خاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ، فصنع لهم طعاما فلما أتاهم به وهو في رعية الإبل ، فقال : أرسلوا إليه ، فأقبل وعليه غمامة تظلّه ، فلما دنا من القوم وجدهم سبقوا إلى فيء الشجرة ، فما جلس مال فيء الشجرة عليه. فقال : انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه.
قال : فبينا هو قائم وهو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم ، فإن الروم إن رأوه
__________________
(١) بالأصل وخع : «أوفى» والمثبت عن المطبوعة السيرة النبوية ص ١ قسم أول.
(٢) اسمه عبد الرحمن بن غزوان الخزاعي ، أبو نوح المعروف بقراد (انظر تهذيب التهذيب).
(٣) كذا بالأصل وخع ، وفي المطبوعة : بن أبي موسى. وانظر دلائل النبوة للبيهقي ٢ / ٢٤ وسيأتي صوابا ، في آخر الحديث.