يتخللهم (١) حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : هذا سيد العالمين ، فقال له أشياخ من قريش ؛ وما علمك؟ فقال : إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجرة ولا حجر إلّا خرّ ساجدا ، ولا يسجدون إلّا لنبيّ وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه ، ثم رجع فصنع لهم طعاما ، فلما أتاهم به وكان هو في رعية الإبل ، فقال : أرسلوا إليه ، فأقبل وعليه غمامة تظلّه ، فلما دنا من القوم قال : انظروا إليه عليه غمامة ، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجر ، فلما جلس مال فيء الشجر عليه. قال : انظروا إلى فيء الشجر مال عليه. قال : فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم ألّا (٢) يذهبوا به إلى الروم ، فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فقتلوه ، فالتفت فإذا هو بسبعة نفر قد أقبلوا من الروم ، قال : فاستقبلهم ، فقال : ما جاء بكم؟ قالوا : جئنا أن (٣) هذا النبي خارج في هذا الشهر فلم يبق طريق إلّا بعث إليه ناس وإنّا أخبرنا خبره [بعثنا](٤) إلى طريقك هذا فقال : هل خلفتم أحدا هو خير منكم؟ قالوا : لا ، إنما أخبرنا خبرة من خبره (٥) قال : أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس ردّه؟ قالوا : لا. قال : فتابعوه وأقاموا عنده قال : فقال الراهب : أنشدكم بالله أيكم وليّه؟ قالوا : أبو طالب ، فلم يزل يناشده حتى ردّه وبعث معه أبو بكر بلالا وزوّده الراهب من الكعك والزيت.
وأخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن الحسن بن البغدادي ـ بأصبهان ـ قالت : أخبرنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد بن نعيم العيّار (٦) ، نا أبو الحسين أحمد بن محمد بن عمر الخفّاف ، نا أبو حامد بن الشّرقي (٧) ، نا العبّاس بن محمد ، نا قراد أبو نوح ، نا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي بكر بن أبي
__________________
(١) بالأصل وخع : يتحللهم ، والمثبت عما سبق.
(٢) بالأصل «أن يذهبوا» والصواب مما سبق.
(٣) كذا بالأصل وخع.
(٤) سقطت من الأصلين هنا.
(٥) كذا بالأصل وخع : «خبرة من خبره» وفي المطبوعة : خبره من خبره.
(٦) بالأصل «العبار» وفي خع : «العبار» والتصويب عن اللباب لابن الأثير ١ / ٦٦ (الاشكابي) والعيّار لقب له ، وهو راوية كتاب صحيح البخاري.
(٧) بالأصل وخع «الشرفي» والمثبت عن الأنساب ، وهذه النسبة : قال السمعاني لا أدري أهذه النسبة إلى موضع بها (نيسابور) أو إلى غيره. وظني أنه كان يسكن الجانب الشرقي بنيسابور فنسب إليه (الأنساب : الشرقي).