هؤلاء والمئات من أمثالهم هانت عليهم نفوسهم العزيزة في سبيل الحق ونطحوا صخرة الباطل ، وما تهشمت رؤوسهم حتى هشموها ، وما عرفوا أين زرع التقيّة وأين واديها. بل وجدوا العمل بها حراماً عليهم. ولو سكتوا وعملوا بالتقيّة لضاعت البقية من الحق وأصبح دين الاسلام دين معاوية ويزيد وزياد ابن زياد .. دين المكر ، دين الغدر ، دين النفاق ، دين الخداع ، دين كل رذيلة ، وأين هذا من دين الإسلام الذي هو دين كلّ فضيلة؟! اولئك ضحايا الإسلام وقرابين الحق.
ولا يغيبن عنك ذكر «الحسين» وأصحابه سلام الله عليهم الذين هم سادة الشهداء وقادة أهل الإباء.
نعم ؛ هؤلاء وجدوا العمل بالتقيّة حراماً عليهم ، وقد يجد غيرهم العمل بها واجباً ويجد الآخرون العمل بها رخصة وجوازاً حسب اختلاف المقامات وخصوصيات الموارد (١).
ولقد أجاد فيما أفاد أعلى الله مقامه ، فان تضحية كبار الشيعة في سبيل إعلاء الشريعة ، وقمع الظالمين والمعتدّين ، ممّا يثبت أنّ التقيّة من الشيعة الأبرار ليست هي في جميع الموارد ، وليست هي لجُبن أو نكوصٍ منهم ، بل هي تكليف شرعي لحفظ دينهم وإيصاله إلى الأجيال التي تليهم ..
والا فهم أعاظم الشجعان ، والمستميتين لاحياء الدين وشريعة سيّد المرسلين لا يضاهيهم من سواهم ، أو للمذاهب الاخرى التي تناوؤهم وتطعن فيهم كلّ ذاك إذ املته عليه شريعتهم وأرادها لهم أئمّتهم.
ومن نموذج ذلك : التضحيات العظيمة التي فاز بها عظماء الشيعة نماذج ندرج باقة منهم :
__________________
١. أصل الشيعة وأُصولها : ص ١٥٠ ـ ١٥٢.