فقد اُجيزت التقيّة في كتاب الله تعالى بقوله : (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ) (١).
بينما النفاق وعد عليه الدرك الأسفل من النار في آية : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) (٢).
بل قام على جواز التقيّة الأدلّة الأربعة ، وحسّنها العقل ، وغُرزت في الفطرة.
بل قضى بوجوبها في بعض الموارد متظافر الأدلّة كما سيأتي.
فكيف يُقاس حكم التقيّة بحكم النفاق؟!
وكيف يُطعن بالتقيّة على الشيعة وهي مباحة عند السنّة أيضاً وفي صحاحهم ومسانيدهم؟!
وكيف تستنكر التقيّة وهي موجودة عند علمائهم وفي سيرتهم؟!
وكيف تلصق التقيّة بخصوص الشيعة وهي واردة في مقالات أعلامهم؟!
هذا ما سنستعرض له تفصيلاً ، ليستبصر به المصنف النبيل ، ويعرف أنه لا مجال ولا احتمال لما بهتوا به الشيعة ، وشنّعوا على الشريعة من استعمال النفاق أو الخداع.
ولنعم ما قال الدكتور السماوي في دراسة تحليليّة منه للتقيّة في كتابه مع الصادقين (٣) : قال بعد ما ذكر أدلّة الجواز ما نصّه :
فلا مبرّر لأهل السنة والجماعة في التشنيع والإنكار على الشيعة من أجل عقيدة يقولون بها هم أنفسهم ويروونها في صحاحهم ومسانيدهم بأنّها جائزة بل واجبة ، ولم يزد الشيعة على ما قاله أهل السنّة شيئاً ، سوى أنّهم اشتهروا بالعمل بها أكثر من غيرهم لما لاقوه من الأمويين والعباسيين من ظلم واضطهاد.
__________________
١. سورة النحل ، الآية ١٠٦.
٢. سورة النساء ، الآية ١٤٥.
٣. مع الصادقين : ص ١٨٧ ، نقلناه بطوله لفائدته.