وقال السيوطي في تفسيره :
إنّ المشركين أخذوا عمّار بن ياسر ، فعذّبوه حتّى قاربهم من بعض ما أرادوا ، وسبّ النبي صلى الله عليه وآله وذكر الهتهم بخير.
قال صلى الله عليه وآله : «كيف تجد قلبك؟».
قال : مطمئناً بالايمان.
قال : «إن عادوا فعد».
وفي ذلك أنزل الله تعالى : (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ) (١).
وقال ابن عبد البرّ المالكي :
كان عمّار واُمّه سميّة ممّن عُذّب في الله ، ثمّ أعطاهم عمّار ما أرادوا بلسانه ، وقلبه مطمئن بالايمان ، وهذا ممّا اجتمع عليه أهل التفسير) (٢).
هذا ما في تفاسير السنّة ، وتلاحظ انها متّفقة على تقيّة عمّار ، بصريح الكتاب ، وتقرير النبي الأكرم له في مورد النزول.
ومثلها تفاسير الخاصّة فانّها مجمعة أيضاً رواية وتفسيراً في تقيّة عمّار ، ومن ذلك الأحاديث التفسيريّة التي نجدها مجموعة في كنز الدقائق (٣) ، عند ذكر الآية الشريفة مثل :
١ ـ حديث أبي بكر الحضرمي عن الامام الصادق عليه السلام قال : قال بعضنا : مدّ الرقاب أحبّ إليك أم البراءة من عليّ عليه السلام؟
قال : الرخصة أحبُّ إليّ ؛ أما سمعت قول الله في عمّار (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ
__________________
١. الدرّ المنثور : ج ٤ ، ص ١٣٢.
٢. الاستيعاب : ج ٣ ، ص ١١٣٦.
٣. كنز الدقائق : ج ٧ ، ص ٢٧١ .. وغيره.