وفعله فكلّ شيء يعمل المؤمن بينهم لمكان التقيّة ممّا لا يؤدّي إلى الفساد في الدين فانه جائز (١).
٢ ـ حديث الطبرسي عن الامام العسكري عليه السلام : أنّ الامام الرضا عليه السلام جفا جماعة من الشيعة وحجبهم ، فقالوا : يابن رسول الله! ما هذا الجفاء العظيم والاستخفاف بعد الحجاب الصعب؟
قال لدعواكم أنكم شيعة أمير المؤمنين عليه السلام وأنتم في أكثر أعمالكم مخالفون ومقصرون في كثير من الفرائض ، وتتهاونون بعظيم حقوق إخوانكم في الله ، وتتقون حيث لا تجب التقية ، وتتركون التقية حيث لابدّ من التقيّة (٢) ممّا يظهر أنّه تحرم التقيّة في موارد يلزم منها مهانة الدين وشريعة سيّد المرسلين ويكون إعلاء الدين في ترك التقية الى حدّ يستلزم تعريض النفس للفداء.
كما تلاحظها عملاً وقولاً في ما يلي من سادات الدين سلام الله عليهم أجمعين في واقعة الطف التي ميّزت الحق عن الباطل ، ورسمت درساً تربويّاً لمحو الظلم والطغيان والفساد والعصيان في مدرسة عاشوراء الخالدة على مرّ الزمان وتطاول الأيّام. وإن كان لا يُقاس بعاشوراء الحسين عليه السلام شيءٌ أبداً.
آثر فيها سيّد الشهداء عليه السلام أن يضحى بنفسه الغالية وبأهل بيته الكرام وأصحابه الأوفياء ، فترك التقيّة وآثر القتل والشهادة على أن يبايع أبناء البغايا والطلقاء ، فاختار السموّ ونادى بـ : «هيهات منّا الذلّة» ، فأبقى بجهاده الدين ، وأقام شريعة جدّه سيّد المرسلين سلام الله عليهم أجمعين.
كما قد ترك التقيّة لكشف الحقيقة سيّد الشيعة الطيّبين وأمير المؤمنين علي بن أبي
__________________
١. وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٤٦٩ ، ب ٢٥ ، ح ٦.
٢. الوسائل : ج ١١ ، ص ٤٧٠ ، ب ٢٥ ، ح ٩.