المعاني :
فيه مسائل :
الأُولى : العدول عن « صار » إلى « ظلّ » إن كان بمعناه للتوجيه.
الثانية : تنكير قوم لإبهامهم وإن كان بعضهم مما يعلم منهم ذلك ، فإنّ إبهام البعض كاف في إبهام الجميع ، ولتحقيرهم أو لتقليلهم كما فهم ذلك من الأضلع والآناف.
الثالثة : تقديم مفعول الغيظ لكونه ضميراً وأصله الاتّصال ، ولا داعي إلى الانفصال ، وللوزن وللقريب إلى المرجع ، وتقريب عائد الموصوف إليه للاهتمام بربط الصفة به.
الرابعة : كفّ « كان » عن العمل ممّا للوزن ، ولتبعيد الجملة التي بعدها صورة عن أن يدخلها « كان » إبهاماً لكون مضمونها محقّقاً ، وتبعيد الـ « ما » ليس في الحقيقة مشبّهاً به عن موضع المشبّه به ، أعني ما يلي « كان » ، وإن كانت « ما » زائدة لا كافّة فهي لتأكيد الشبه مع الاشتمال على نوع تبعيد « ما » من التبعيدين المقصودين.
الخامسة : إيثار الآناف على الأُنوف والأنف ، للوزن والتقليل كما في إيثار الأضلع.
السادسة : إيثار الجملة الاسمية على الفعلية ، لأنّ مراده بجدع الآناف : التألّم والتوجّع أو الذلّ والمهانة وزوال البهاء ، فأراد الدلالة على ثبات ذلك ودوامه ، وللوزن والقافية.
السابعة : تخصيص الجدع ب « آنافهم » ، لأنّ الأنف أدخل في الذّلّ وفي إزالة البهاء ، وبذلك يزداد التألّم فإنّه ينضاف إلى الجمساني منه الروحاني.