وتعلّق النار بهما كتعلّقها (٢٦) بالحطب أو بالنورة؟
ولم لا يجوز أن يكون سبب اجتماع الأستقصّات نهاية تحريك الوالد؟ وما الذي يحوج (٢٧) إلى أن يكون هاهنا طبيعة جامعة لها (٢٨) حافظة؟ ولا يمتنع أن يكون سبب اجتماعها ما ذكر ثم يبقي هذا القسر زمانا (٢٩) إلى أن يتحلّل.
ومن الدليل على أنه ليس يحتاج إلى شيء حافظ أنّ جسد الميّت تبقى الأستقصّات مجتمعة فيه زمانا بعد مفارقة النفس ـ وليس هناك حافظ ـ فلو كان سبب هذا الاجتماع النفس لكان وجب (٣٠) أن يتفرق عند الموت ـ وليس الأمر على ذلك (٣١) ـ.
(٤٠٥) ج ط ـ صغر الأجزاء فيما ليس بمغمور من المانع الكثير لا يمنع التفصّي ، الدليل عليه أن المنيّ إذا لم يلتقمه فم الرحم (٣٢) زالت خثورته وخرجت عنه القوة النارية والهوائية وبقي مائيا ، إنما يحتبس الشيء لصغر أجزائه إذا كان الغامر أكثر منه في القدر والقوة ، وليس في المني كذلك.
(٤٠٦) النشف يكون لإخلاء الهواء للماء مكانه الذي وقف فيه لضرورة الخلاء وعدم البدل ، وقد تكلّمنا في الأجوبة : إن للأرضية (٣٣) والمائية جوارا (٣٤) في الملازمة ليس لغير هما لاتفاق الميل.
وتعلّق النار بالحطب (٣٥) من كلام من لا يعرف ، فإن (٣٦) النار تحدث من الحطب ، ثم تفارقه على الاتّصال ـ حدوثا وانفصالا ـ ولا تعلّق هناك البتة ، فليس هناك واحد بالعدد يلزم واحدا (٣٧) بالعدد ، بل هو كالماء الجاري على الاتّصال يتجدد ، والنشف يجري بين الماء والأرض على السبيل المذكورة (٣٨) ، وليس في المني جوهران فقط لهما ميل واحد ، بل جواهر مختلفة الميول ، وكذلك في المتكوّن منه.
__________________
(٢٦) عشه : وتعلق النارية بها كتعلق النار.
(٢٧) «يحوج» ساقطة من عشه.
(٢٨) «لها» ساقطة من عشه.
(٢٩) عشه : زمانا كما يبقى إلى أن يتحلل.
(٣٠) ل خ : ويجب. (٣١) عشه : الأمر كذلك.
(٣٢) عشه ، ل : لم يلتقمه الرحم.
(٣٣) د ، م ، ل : الأرضية. (٣٤) عش : جوازا.
(٣٥) ب ، د : بالحظب. (٣٦) عشه : بأن.
(٣٧) ل : واحد.
(٣٨) عشه : المذكور.