بالذات ، فإني قد جاربت نفسي في ذلك ، وأظن أنه مغالطة ـ مع صحّته ـ واريد أن أعرفه من طريقة اخرى ليطمئنّ قلبي.
(٤٠٣) ج ط فه ـ ثبات الشيء واحد (١٤) بالعدد ليس هو أنه يثبت واحدا بالعدد بكميّته وكيفيته ـ بل بجوهره ـ.
ثم ثباتي أنا واحدا بإنيّتي الجوهرية ، وأن الموجود أمس لم يهلك ولم يعدم ولم يحدث غيره بالعدد ، وأني أنا ذلك المشاهد لما شاهدت أمس ، والمتذكّر لما نسيته مما شاهدته أمس ـ أمر لا يقع لي (١٥) فيه شك كذلك ولست أنا متكوّنا اليوم ، ولا كان بدني آخر (١٦) ـ فسد البارحة ـ وأني لست أعدم غدا ، ولا يفسد شخصي إن تأخّر أجلي غدا (١٧) ـ حتى يتكوّن جوهر غيري.
فإن كان من أنا عنده (١٨) يظن أنه تكوّن (١٩) اليوم عن مثل له فسد أمس ، وأنه (٢٠) ليس الذي كان موجودا أمس ـ بل كما أنه متجدد الأحوال كذلك هو (٢١) متجدّد الجوهر ـ فليظن ذلك وليره (٢٢) ، وليسأل في موضع آخر زيادة شرح (٢٣) لهذا البيان.
(٤٠٤) قيل (٢٤) : إن النارية في المني والأبدان ليست هي من القلّة (٢٥) بحيث لا يمكنها التفصّي ، وأنا أقول : «إنها لصغر أجزائها لا يمكنها التفصّي» وذلك لأن الأجزاء الصغيرة أقبل للقسر.
ثم لم لا يجوز [٣٤ آ] أن يكون اجتماع الماء والأرض على سبيل النشف ،
__________________
(١٤) ج : الواحد.
(١٥) «لى» ساقطة من ل ، عشه. (١٦) ج : أمر.
(١٧) عشه : غدا إن تأخر أجل. «غدا» ساقط من ج.
(١٨) ب : من أنا عبده. ج : من عنده.
(١٩) النسخ مهملة.
(٢٠) ل : فإنه. (٢١) «هو» ساقط من عشه.
(٢٢) ل خ ، عشه : وليسره.
(٢٣) «شرح» ساقطة من عشه.
(٢٤) «قيل» ساقطة من عشه.
(٢٥) عشه : العلة.
__________________
(٤٠٣) راجع الأسفار الأربعة : ٩ / ١٠٨ والرقم : ٤١٦.
(٤٠٤) راجع الرقم (١٢). والأسفار الأربعة : ٨ / ٢٩ ـ ٣٠.