اجيب عن هذا وبيّن أن ما يقوم بغيره فبه (٥) يتم فعله.
(١٠٠٣) الجسم الطبيعي هو ما تكون له وحدة طبيعية لا بالفرض (٦) ، إذ الوحدة قد تكون بالفرض (٧) كوحدة الباب و (٨) وحدة دار مع كثرة أجزائها ؛ والحيوانات والنباتات (٩) ليست وحدتها بالفرض (١٠) ؛ فإذن هي بالطبع ، ووحدتها بنحو (١١) اجتماعات أجزائها ؛ فإن كان ذلك الاجتماع عن جسم فهو قسريّ ، وقد ذكر أنها طبيعي ، فإذن ما يصدر عن قوة فيها ، ولا يصحّ أن يكون عن قوة مفارقة ، إذ المفارق لا يحرك إلا على سبيل التشويق.
لهذا الاجتماع وجود بالطبع.
(١٠٠٤) قيل في كتاب ما بعد الطبيعة ـ حيث يتكلم في أن المعدوم لا يعاد ـ ما هذا لفظه : «ما الفرق بين ما وجد بدل شيء ، وبين ما هو مثله؟» والخصم يقول إن الفرق بينهما أن ما وجد بدل شيء لا يوصف بأنه كان موجودا ثم عدم في الأعيان ثم وجد ثانيا ؛ وما اعيد يكون له وجود سابق مرة أخرى ؛ فلا يلزم من ذلك أن يكون المعدوم قد يوصف بصفة ، فيكون المعدوم موجودا.
والجواب : إذا وجد الشيء وقتا (١٢) ثم لم يعدم واستمر موجودا في وقت آخر وشوهد ذلك أو علم وعقل أن الموجود واحد ، بل لم يكن غير ذاك ، (١٣) فإن هذا حد الواحد الزماني. وأما إذا عدم فليكن الوجود السابق ا ، وليكن المعاد الذي حدث ب ، وليكن المحدث الجديد ح ؛ وليكن (١٤) ب في الحدوث وفي الموضوع والزمان وغير ذلك لا يخالف ج إلا بالعدد مثلا في الموضوعين المتشابهين ، فلا يتميز ب عن (١٥) ج في استحقاق أن تكون ا منسوبا إليه دون ج ؛ فإن نسبة ا هو إلى أمرين (١٦) متشابهين من كل وجه إلا
__________________
(٥) لر : فيه.
(٦) لر : بالعرض. (٧) لر : بالعرض.
(١٠) لر : بالعرض. (٨) الواو ساقطة من ى.
(٩) لر : النبات. (١١) لر : نحو.
(١٢) لر : وقتا ما. (١٣) لر : بل لا يمكن غير ذلك.
(١٤) لر : ويكن. (١٥) لر : من. (١٦) لر : الامرين.
__________________
(١٠٠٤) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ١ ، ف ٥ ، ص ٣٦ : «وذلك أن المعدوم إذا اعيد يجب أن يكون بينه وبين ما هو مثله ـ لو وجد بدله ـ فرق».