الحرارة القوية بشيء من آلات اللمس ما كان يدركه ، ولكن تلك الآلة باعتدال مزاجها يدرك بوساطتها القوة المركبة فيه (٢٢٤) ، إلا أنه على جميع الأحوال لا يخرج عن جنس إدراك اللمس للحرارة.
(١٠٨٣) يجب أن نعلم أن كل ما ينفعل عن المدرك فهو آلة ، وإلا وجب أن ندرك ما ليس له وجود ، فإن الانفعال (٢٢٥) هذا معناه : وهو أن يبطل عن الجسم حالة ويحصل (٢٢٦) له حالة.
(١٠٨٤) لو لا القوى لكان للصحة (٢٢٧) في الأجسام معنى محال (٢٢٨) ، وذلك لأن الصحيح هو ما تصدر عنه الأفعال (٢٢٩) بالتمام ، وليس مزاج من الأمزجة إلا وهو في ذاته صحيح.
(١٠٨٥) الذي يعيد المزاج عند (٢٣٠) فساده إلى الحالة الأصلية هو غير المزاج ، فإن المزاج بذاته لا يقتضي حالة دون حالة ، إن لم يكن مؤتم به ، وبقيت الشبهة في أمر الثابت في الحيوانات إن صح أن المزاج يتغير ويعود إلى الحالة الأولى ولا تتبدل القوة (٢٣١) في الحالتين.
(١٠٨٦) العجب من طلب البدن ، بدل (٢٣٢) ما يتحلل منه ، إن كان الطالب هو المزاج ؛ فإن النامي (٢٣٣) الباقي لا يكون قد تحلّل منه شيء ، ثم المتحلل من المنيّ في أول ما ينعقد شيء يسير ، ويجذب (٢٣٤) فوق ما يتحلل منه ، ثم لم لا يجذب دفعة واحدة ما يحتاج إليه لنموّ (٢٣٥) ، بل يجذب شيئا فشيئا ، ثم تهدأ (٢٣٦) القوة الجاذبة. وكيف تهدأ (٢٣٧) القوة الجاذبة إن كانت مزاجية؟ فإن الطبيعية قد يصح أن تفعل شيئا إلى أن يحصل له كمال ثم تهدأ ؛ وأما المزاج ، فلا.
__________________
(٢٢٤) لر : فيها. (٢٢٥) لر : الا؟؟؟ عل.
(٢٢٦) لر : وأن يحصل.
(٢٢٧) لر : الصحة. (٢٢٨) لر : محالا.
(٢٢٩) لر : لا افعاله. (٢٣٠) لر : عن.
(٢٣١) لر : القوى.
(٢٣٢) «بدل» ساقطة من لر.
(٢٣٣) «النامي» ساقطة من لر.
(٢٣٤) لر : ويحدث. (٢٣٥) لر : النمو.
(٢٣٦) لر : بهذه. (٢٣٧) لر : بهذه.
__________________
(١٠٨٣) راجع الرقم ١٨٦.