(١٠٨٧) لمعارض أن يعارض في البرهان المذكور في «كتاب النفس» على أنه لا يصح أن يوجد في النقطة شيء ثم لا يكون موجودا في الجسم ، قياسا على الضوء الموجود في السطح ولا يكون موجودا في الجسم ، لكن النقطة نهاية كالبياض مثلا. فلا يصح أن (٢٣٧) البياض عارض لا يكون موجودا في الجسم ولا يكون الجسم موصوفا به. ونظير هذا في السطح يوجد في (٢٣٨) كونه نهاية ، فإن كونه نهاية غير كونه سطحا ، لأن كونه سطحا هو أنه قابل للبعدين ، وذلك له من جهة الجسم. وكونه نهاية عارض للسطح ، فمحال أن يوجد للنهاية (٢٣٩) ـ أي نهاية كانت ـ شيء (٢٤٠) لا يكون موجودا للجسم. فأما في النقطة فالأمر بخلاف ذلك : وذلك لأن النقطة ليس يساويها من الجسم شيء ، وليس يصح أن يوجد فيها (٢٤١) شيء غير موجود في الجسم ، ولا يصح أن يحصل في الجسم شيء لا ينقسم ؛ فإذن كل ما حصل في النقطة يكون قد حصل في الجسم ، وقد تناهى أو انتهى العرض بالحاصل (٢٤٢) في النقطة.
(١٠٨٨) النفس أول ما يترعرع تباشر الوهم الذي هو تابع الحس (٢٤٣) ؛ وبكد ما تفطم ما (٢٤٤) يورده عليها فيرقرقه (٢٤٥) لها ، ولكن لا بد لها منه على كل حال. ويصعب عليها قبول ما حكم (٢٤٦) به العقل عند البيان البرهاني المبني على المقدمات الأولية العقلية دون الوهمية المتصلة ، إلى أن تتوالى عدة البيانات والأمثلة فتعتاد ذلك وتعرف فضله على الوهميات. ولو لا ما تولاه المنطق من إفراد هذه المقدمات وشرائط البرهان عن (٢٤٧) سائر المقدمات من الوهميات والمشهورات والاستقرائيات وغيرها على ما فصّل (٢٤٨) لكان الضلال مستوليا على كل أحد (٢٤٩). فأشرف به من صناعة وأخلق بمن شرف به أن يهتدي إلى كل خافية!
__________________
(٢٣٧) لر+ يوجد في. (٢٣٨) «يوجد فى» ساقطة من لر.
(٢٣٩) لر : النهاية. (٢٤٠) «شيء» ساقطة من لر.
(٢٤١) لر : منها. (٢٤٢) ى : فالحاصل.
(٢٤٣) لر : للحس. (٢٤٤) لر : عما.
(٢٤٥) لر : ويرخرف. (٢٤٦) لر : يحكم به.
(٢٤٧) لر : على.
(٢٤٨) لر : على فصل.
(٢٤٩) لر : واحد.
__________________
(١٠٨٧) الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٢ ، ص ١٨٧.