بلغه ما بلغه ـ فليس (١٣) من حقّ مثله أن يشفق من ذلك ؛ فلم يزل يجري بيننا من هذا الجنس أسباب لا تؤدّي (١٤) إلى خلل فيما اجتمعنا عليه من الودّ ، وإن كان ربما تأدّى ذلك إلى ضجر في المحاورة ، وليس (١٥) سببه التألّم لما عسى يقدم عليه من الأخذ علي ، ـ كلاّ ـ بل لما هو معروف من لجاجه الفاحش الخارج إذا ورد عليه (١٦) ما لم يسمعه.
(٥٠) وبالجملة ـ فذلك الشيخ أولى بالترحّم عليه من الغضب منه ، وإنما (١٧) يوهم بما يريه من الاستشعار أنه قد يتأتّى [له أن يأتي في المناقضات] (١٨) بما يضيق له صدري ، وقدره أنزل ممّا يرفعه إليه ؛ و ـ بالله الرحمن الرحيم ـ إنّي أفرح الناس بما أسمعه من شكّ له موقع ، ومطالبة لها رواء (١٩) ؛ وإنما يغمّني الكلام الهراء (٢٠) الهذاء ، لا سيّما إذا خاض فيه الأصدقاء والأقرباء ؛ بل لا يسرّني أن يقع إليه مصنّفاتي (٢١) لأسباب غير هذا السبب.
(٥١) وأمّا مخاصمتي ومطالبتي باللمّ وما يناسبه ، فأنا هدف (٢٢) ذلك وغرضته (٢٣) ؛ والذي لا يخلخله شيء من طوالعه ، على ثقة بما يسّره الله لي وأنعم به علي ، و (٢٤) إسلاف للنظر (٢٥) البالغ والبحث المستقصى ، ومطالبة لنفسي ومجادلة معها بما قلّ ما يفطن (٢٦) له الأجانب من الناس ؛ فليس بي ما يولمني (٢٧) من معارضة معارض و (٢٨) مناقضة مناقض ـ لا سيّما مثله ـ بل السديد من المطالبة يشرح صدري ويبسط باع فرحي ، والخارجيّ منها يؤذي قلبي ونفسي ؛ بل إنّما يسوء الإنسان معاملة من يجب (٢٩) أن ينزّل نفسه [٧ آ] منزلة المسترشد ، فينزّلها
__________________
(١٣) كان فى ل : وليس. ثم الحق فاء على «ليس».
(١٤) ل : أسباب يؤدى.
(١٥) عشه ، ل : فليس.
(١٦) «عليه» ساقطة من عشه.
(١٧) عشه : الغضب عليه فانما.(١٨) ساقطة من عشه.
(١٩) الرواء : حسن المنظر.
(٢٠) الهراء : الكلام الكثير الفاسد. والكلمة غير موجودة فى عشه ، ل. وفى د. م : الهدا.
(٢١) عشه ، ل : تصنيفاتى.
(٢٢) عشه : هدفت.(٢٣) عش ، ل : عرصته
(٢٤) عشه : على من اسلاف. ل : على اسلاف
(٢٥) عشه ، ل ، م : النظر.(٢٦) م ، د :؟؟؟ ن.
(٢٧) ل : لى ما يولمنى. عش : فيما يولمنى. (٢٨) عشه : أو مناقضة
(٢٩) ب ، د ، م ، ل مهملة.