وبعدها عن خط الاستواء في الشمال ثلاث وثلاثون درجة ، وذلك من الأميال ، ألفان ومائة وثمانية وسبعون ميلا.
وكان المنصور قد نقل إليها النخل والأشجار ، فأنبتت ونمت في مدة يسيرة ، وذلك لطيب مائها واعتدال هوائها.
وكذلك نقل إليها الرخام والأساطين والصناع من كل بلد.
وأمر أهل الخدمة أن يقطع كل واحد منهم ويبني ، فأقطعوا (١) وأكثروا البناء ، وقامت في أقل مدة.
وبساتينها تسقى بماء الدجلة والفرات في قنوات.
وكان سكنى المنصور قبل ذلك في مدينة الأنبار ، التي (٢) نزلها السفاح ، أول خلفاء بني العباس.
__________________
(١) في المطبوع (فقطعوا).
(٢) في المطبوع (ثم) ، ومن المعروف أن السفاح نزل قرب الأنبار أما المنصور فكان أقرب إلى الكوفة (هاشمية الأنبار وهاشمية الكوفة).