الحال والعامل فيها بفاصل لأنه يمنع العمل ، ليس إلّا من قبيل التمويه المراد به ستر التمسك بالمنطق الآخر ، عنينا رفض أن يبقى الفاعل فاعلا إذا تقدم على الفعل.
* أورد الأخفش في «لا» النافية للجنس ـ أو «لا» التبرئة كما يسميها الكوفيون ـ رأيين :
الأول مفاده أنها مشبهة بالفعل ، وأن ما بعدها منصوب تشبيها له بالمفعول به ـ مقدّما طبعا ـ وأن خبرها رفع ، تشبيها له بالفاعل ـ مؤخرا طبعا.
والثاني مفاده أنها ركّبت واسمها فصارا بمنزلة اسم واحد ، ولذلك لم ينون الاسم بعدها ، لأن كل شيئين جعلتهما اسما لم يصرفا. وهكذا فإن الفتحة في الاسم بعدها هي لجميع الاسم بني عليها وجعل غير متمكن. أما الاسم بعدها ففي موضع نصب عملت فيه ، ولم يمنع هذا التركيب لـ «لا» واسمها أن تعمل الرفع في خبرها (١).
ومع أننا كنا نتمنى لو اقتصر الأخفش على
__________________
(١) همع الهوامع ، ١ / ١٤٦ ـ اعراب القرآن ، ١ / ١٧٤.