عنه القهقرى ، ولو وفى بما كان في بيعته لمحا نكثه ، ولكنّه أبان ظاهراً الندم ، والسريرة إلى عالمها.
والنادم القاعد عبد الله بن عمر بن الخطاب ، فانّ أصحاب الأثر رووا في فضائله بأنّه قال : مهما آسى من شيء فإنّي لا آسى على شيء أسفي على أنّي لم أقاتل الفئة الباغية مع علي. وهذه عائشة روى الرواة أنّها لما أنّبها مؤنّب في ما أتته ، قالت :
« قضي القضاء وجفّت الأقلام.
والله لو كان لي من رسول الله صلىاللهعليهوآله عشرون ذكراً مثل عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فثكلتهم بموت وقتل ، كان أيسر عليّ من خروجي على ( علي ) ومسعاي التي سعيت فإلى الله شكواي لا إلى غيره ».
وهذا سعد بن أبي وقاص لما أنهي إليه أن علياً عليهالسلام قتل ذا الثدية ، أخذه ما قدم وما أخر ، وقلق ونزق وقال : والله لو علمتُ أنّ ذلك كذلك لمشيت إليه ولو حبوا (٥١).
هذه آخر الرسائل قبل كتاب الصلح ، فيما وجدته بين يدي من مصادر.
المعطيات الرئيسة للرسائل :
الأوّل : تركيز الإمام عليهالسلام على شرعية خلافته دون معاوية ، وانّه هو الأحقّ بتولّي زعامة المسلمين لما يتمتع به من صفات جسدية ونفسية ، ظاهرية ومعنوية ، ذاتية ونسبية ، مضافاً إلى النص عليه من قِبَل صاحب الرسالة الخاتمة ، الذي هو المدار في عملية الاستخلاف الشرعي.
وأمّا معاوية فهو طالب مُلك وسلطان يتمتّع به قليلاً ثم ما يبرح حتى يسأل عن ما اقترفته يداه ، وانّ الخلافة محرّمة عليه وعلى أهل بيته بنصّ الرسول صلىاللهعليهوآله.