فحسبُكمُ ما قال ممّا علِمتُم |
|
وحسبي بما ألقاه في القبر والكفن (٩) |
ويترسّخ ذلك أكثر في أبيات الفضل بن العبّاس بعد مناظرة بين معاوية وبين أخيه عبد الله بن عباس حيث يقول : (١٠)
ألا أبلغ معاوية بن صخرٍ |
|
فإنّ المرء يعلمُ ما يقولُ |
لنا حقّان : حقُّ الخمس جارٍ |
|
وحقُّ الفيء ، جاء به الرسول |
فكلُّ عطية وصلت .. إلينا |
|
وإن سحبتْ لطالبها الذيول |
أتيح له ابن عبّاس مجيباً |
|
فلم يدر ابن هند ما يقول |
فأدركه الحياء فصدّ عنه |
|
وخطبُهُما إذا ذُكِرا جليل |
وللفضل بن العبّاس نصوص عديدة تصبّ في هذا التيار (١١).
وبذلك تأخذ المناظرات الشعرية القائمة على الاحتجاج والأدلّة والبراهين الثابتة على اُسس إسلامية أهمّها الكتاب والسنّة شكلاً جديداً ، وإن كان مستمداً من الفترات السابقة ، وكلّ ذلك كان يسهم في ترسيم صورة منحى هذا النوع الذي تقوّم على يدي الكميت بن زيد الأسدي (١٢).
وقد تبع شعراء آخرون هذا السبيل في مواجهة الحقبة الاُمويّة وهم يتوسمون خطوات أهل البيت عليهمالسلام ، ومن هؤلاء الشعراء شريك بن الأعور ، ويزيد بن مفرغ الحميري ، وثابت بن عجلان الأنصاري ، والنعمان بن بشير الأنصاري ( بعد أن هجا الأخطل الأنصار ) ، ومن الشواعر هند بنت يزيد بن محزبة الأنصارية ، وسودة بنت عمارة ، وبكارة الهلاليّة ، واُمّ سنان بنت جشمة المذحجية ، ومن المتكلّمات عكاشة بنت الأطرش والزرقاء بنت عدي بن قيس الهمدانية ... الخ.
وللتدليل على ذلك
نأخذ بعض نصوص أولئك الشعراء والشواعر ، ليتبيّن للقارىء الكريم مقدار تأثير أهل البيت عليهمالسلام على اتجاهات شعر ( المعارضة )