مع ما اُمرنا به من إحياء وتعظيم شعائر الله سبحانه وتعالى وتبعاً لذلك إحياء أمر أهل البيت عليهمالسلام ، أصبح الموضوع لا يشكّل ضغطاً أو قسراً بقدر ما يشكّل تحفيزاً وإثارة تبحث عن الاستجابة.
٤ ـ انّ من طبيعة المواضيع التي يتعاطاها كل محبّ وموّال لآل بيت العصمة عليهمالسلام أن يبرز منها واقع شعوري وجداني متحقّق من تفاعل مع شهادة وفقدان مرير ، إلى تناغم مع ولادة ووجدان أثير ، فكلتا الحالتين فيّاضة بالعواطف السامية ، جيّاشة بالمشاعر الإنسانية الحقّة ، دفّاقة بالأحاسيس الحيّة الأصيلة ، ممّا يؤكّد بروز السمة المتولّدة من الموضوع المعالج والأثر المستتبع له ، وبتعاضد هذا الاستعداد النفسي والقابلية الشعورية مع آثار المدخلية الأخلاقية والتشريعية في كسب الأجر الأخروي وتحصيل الثواب ، تتحفّز الدوافع الخيّرة أخلاقياً وتثار الإمكانات الفنية جمالياً فلا يعدم الشاعر الحقيقي الأصيل وسيلة ليهزّ شجرة الإبداع لتتساقط ثمار الولاء والحبّ ناضجة طريّة في أكفّ المتلقّين المتشوقين للأصيل المتجدّد والجديد المتأصّل.
على أنّي أؤشر لنصوص هذه المجموعة عدم إيلائها اهتماماً للسمة المتولّدة عن موضوع ولادة الإمام الحسن عليهالسلام ، فهي نصوص تقترب من الفرح بحذر وسرعان ما تبتعد عنه مؤثّرة أرضيات الحزن والمأساة على أجواء الفرح وفضاءات السرور.
هناك شوق عارم لدى المتلقّي أو القارىء ليعاصر ويزامن شاعراً ما أثناء كتابته لقصيدة جديدة ، فيعيش المتلقّي ـ وفقاً لذلك ـ عصر النص الشعري أو الأدبي أو الفنّي بطزاجته ويناعته وطراوته وجدته.
حبّذا لو كان
المتلقّي قريباً من النص وصاحبه ليسائله ويكاشفه لغرض تعميق درجات الإدراك الجمالي ووعي التجربة ، لكنّ ما يحدث غالباً بعيد عن