الشيخ قاسم آل قاسم :
يدخلنا الشيخ قاسم آل قاسم إلى نصّه عبر بوابة التشريط المرتبط بالمشيئة أو هو المحاصر لها ، هذه المشيئة شخصيّة فرديّة يخاطبها الشاعر ليكشف لها وينير لها عتمات الوصول ، فنلاحظ الخطاب من الشاعر إلى هذه الذات المخاطبة يأتي ناصحاً واعظاً :
إذا شئت أن تقرأ الوحي أن تكتب الوحي أو أن تقولْ
هنا يسائل الشاعر مشيئة الإنسان إذا أرادت أو شاءت الاقتران بالوحي عبر طريقين متتابعين هما قراءة الوحي وكتابته ، ويسائل هذه المشيئة مخيّراً اياها بـ ( أو ) أن تقول ، على وجه يفهم منه أنّ التشريط بـ ( إذا ) جاء ليحصر ثلاث ظواهر لغوية بالأساس ( القراءة ، الكتابة ، القول ).
فلا بدّ أن تستشف هنا مطالبة مؤكّدة بالبحث والتقصّي والاستزادة ، وعموماً هي استحضار حالة وعي عميق وإدراك متوقّد الاستشفاف والشفافية في التعامل مع الظواهر اللغوية الثلاث.
لتصبح وحياً
وتصبح بعض معاني الرسول
إنّ الشاعر يكشف للمخاطب شروط الالتحام بما هو إلٰهي ومقدّس ، ويكشف له قوانين صيرورة الإنسان قريباً من الله تعالى ومن الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله عبر التعامل مع النصّ الألٰهي أو النصّ النبوي ، أو لنقل النص المقدّس حاملاً وعيه وإدراكه وعلمه لبلوغ ما يأمل.
لكنّنا نكتشف انّ المخاطب انسان نوعي هو عموم الفنّان شاعراً كان أو كاتباً أو غيره ، لذا نرى التشريط الثاني يستخدم ألفاظاً متخصّصة مثل ( ترسم ، تنحت ) وهو يطالب هنا :