إذا شئت أن ترسم النور أو تنحت النور
فارحل إلى الشمس لا تنتظر أن تضيق دائرة الاُفق
فكم ألّم العاشقين الاُفول
مطالبة بالرحيل إلى الأصل والمنبع الحقيقي بدون انتظار ، وواضح أنّ النور وما يقابله وهو الاُفول جاءا رمزين متقابلين للحقيقة المطلقة واللّاحقيقة.
وقد تعاطف الشاعر في خطابه هنا مع هموم الفنّانين ، ووصفهم بالعاشقين الذين يتألّمون أكثر من غيرهم لعدم بلوغ الغاية.
ويؤكّد الشاعر ثانية اختلاف الطرق الجمالية الفنية عن الطرق الاُخرى ، أو هو يوصي ويُطالب الفنان ـ كإنسان نوعي ـ بمخالفة الأساليب السائدة لأنّ الفنان عنده هو حامل شعلة الإبداع فلا بدّ له من المغايرة ، ففي حين يطرق الناس أبواب السماء يطالب آل قاسم الشاعر بالتحليق إلى الأرض لكنّها ليست أيّة أرض كانت ، بل هي أرض نوعية خاصة ، بقعة سماوية مقدّسة هي البقيع ليقف الشاعر خاشعاً يطرق باب البقيع وإن شاء جثا أيضاً ليحقّق شروط الالتحام المطلوب.
وينتهي إلى استعارة شيء من زغب الملائك الطائرة ليصنع منها ريشة ملائمة لرسم وجه الإمام الحسن عليهالسلام.
ويسترسل الشاعر الشيخ قاسم آل قاسم بعد ذلك استرسالاً مطوّلاً يقول فيه : بعدم كفاءة الوسط والنشاطات الإنسانية في التعامل مع ما هو مقدّس ، وعلى وجه الخصوص والحصر قضية الإمام الحسن عليهالسلام وهي موضوع القصيدة ، لأنّ النشاط الإنساني ومنه الفن محصور بملازمات عالم الإمكان مكاناً وزماناً ، فلن يصل إلى التطابق مع ما هو إلٰهي :
لأنّ الحسن ..
فوق ضيق المسافات فوق الزمن ..