وأخوك أحزانُ الفراتِ وولولاتُ البدو في غسق الخيام
وأنّة الأنسام في سعف النخيلْ
وأخوك أوصال النهارِ تناثرت فوق المدائن وانشطار الشمس والخطب الجليل
وأخوك حُرقتنا .. وآهتنا وقصّتنا التي اختزلت بها الدنيا حكاياها العجيبةَ ..
فهي تقصرُ .. كي تطول ..!
فأخوك عاشوراءُ والقتل المحرّمُ والدم المطلولُ والدمع الهطولُ
وأخوك راسٌ ناشرٌ حُمْرَ الجدائلِ
واختضاب الجرح في وجع الضفائر
والتهاب البوح في هلع الذهولْ
وأخوك أنفاسٌ .. وأوردةٌ
تمزّقها الضغائن .. والنصولُ
وأخوك عزفٌ .. كالعواصف في متاهات المدى
وأخوك نزفٌ .. كالسيول
وأخوك تقدمةٌ .. وأضحيةٌ ومذبحةٌ .. تجولْ !
وأخوك زينبُ .. والسبايا والرسالة .. والرسولْ
وأخوك مأتَمُنا الموشّح بالسوادِ تنوح فيه الحور من أزلٍ
وتندبُ فيه حواءٌ ، وآمنةٌ ومريمُ ، والبتولُ
وأخوك قبتنا الذبيحة في جنائز كربلاء
تمدُّ كفّيها المخضبتين بالدم للسماء
وتشتكي لله أحفاد المغولْ
وأخوك سامرّاءُ .. والأملُ المغيّبُ في الضمائر والمشاعر والعقولُ
وأخوك نكبتنا .. ومحنتنا الحبيسةُ في ذراري النسلِ جيلاً بعد جيلْ