على الرغم من وجود نبرات الألم والتوجّه في قصيدته ، فهو لم يفارق توجّهاته الأخلاقية وموقفه السلوكي في الضغط على أجواء القصيدة وأراضيها ، وسنرصد مثلاً اختياره للفظة ( المجد ) وكيف استطاع الشاعر أن يركّبها ويفرّعها ويفعّلها ليضفي من خلال معانيها مسحاته السلوكية على مضمون القصيدة ، فهو يرى أنّ المجد يقابل التمدّن الساعي إلى التحضّر :
يفيض بداوة وتفيض مجداً |
|
ونغترف السمو به اغترافا |
ويرى ( المجد ) انتصاراً أخلاقياً ليخاطب :
وكيف رأيت مجدك أن تصفي ( م ) |
|
الأسنّة والسيوف له اصطفافا |
ويراه منبعاً أخلاقياً للخلود في :
رغبت عن العلى شرفاً ومجداً |
|
وتأبين المروءة والعفافا |
ويعود ليراه سلوكاً تفصيلياً يومياً لمكارم الأخلاق في :
مشى مجداً وطاف هدى وأسرى |
|
كريم الطبع قد سلك اقتيافا |
ويراه أيضاً مظلّة يتفيّأ الفرسان ظلالها في :
فعش تحت الكرامة مستظلّاً |
|
من المجد اعتباراً لا يكافى |
ويقين البصري لا يكفّ عن استخدام معجمه اللغوي الذي اختاره ، مخصّصاً أكثر من مكان للألفاظ ذات الصبغة الأخلاقية مثل ( الشرف ، العلى ، المجد ، أريحي ، المروءة ، العفاف ، انتصاف ، كريم ، الهدى ، افتخار ، المكارم ، السماحة ، الكرامة ) وربّما نلاحظ افتنانه باستخدام لفظة ( كريم ) في معظم قصائده فلا تخلو هذه القصيدة من هذه اللفظة أيضاً فهو يوردها ليحدّد نجابة الاُصول والانحدار العرقي فيما مضى من أصل الإمام الحسن عليهالسلام :
تلاقي فيك عرف دم كريم |
|
فلامس بالهدى منك الشغافا |
ويورد هذه اللفظة
المجرّدة مع لفظة حسيّة ليعطي التركيب المتحصّل