الشيخ علي الفرج :
يبدأ علي الفرج باستخدام حدث فلكلوري شعبي هو ( قراءة الكفّ ) ليقول لنا : إنّ أبسط طرق الناس للمعرفة ستوصلنا إلى علاقة الإمام المعصوم عليهالسلام بالسماء حتماً.
فنراه يستخدم ( يقولون ) فعل حكاية ليسرد بطريقة القصص الشعبية الفلكلورية تصوّرات البسطاء من الناس على ثلاث مراحل.
سنتناول المرحلتين الاُولى والثانية أوّلاً :
يقولون : تعشقك امرأةٌ من دخان تسمّى سماء
يقولون : إنّك يوماً ستُصبح والبحر شيئاً
فالإمام المعصوم عليهالسلام يُلبسه الناس البسطاء حلّة غرائبية هي بالتالي حلّة البطل المقدّس المخلّص من الآلام والشقاء والعذاب الدنيوي.
ونلاحظ انّ علي الفرج قد استبقى التصوّرات تلك بتراكيبها الغرائبية ذاتها ، فهناك عشقٌ يحدّد العلاقة ، وصاحبته امرأة من دخان هي الجزء السحري والمدهش من الكون والوجود وهي السماء .. أمّا على الأرض فيختار علي الفرج من أجزائها البحر ليواصل الإدهاش بالغامض والمستتر فيصبح الإمام المعصوم عليهالسلام والبحر شيئاً واحداً من جهات عدّة يمكننا شرحها وتفصيلها ، فالإمام والبحر هما العمق والإحاطة والعطاء المستمر والسعة اللامتناهية والطهارة وهذه الأخيرة هي الجهة التي اختارها الشاعر ليقول :
فحيناً يُسمى الزكيّ ...
ولا يخفى هنا استمرار علي الفرج في احتفائه الدائب بالصور المائية وخصوصاً البحرية منها ، ممّا يطبع شاعريته بهذا الحسّ الذي سبق لنا أن أشرنا إليه في أكثر من دراسة لشعره.