يقولون : إنّ الزمان سيحفر أيامك الحالماتِ شقوقاً ..
وينهش ثوبك ذئبٌ ويعوي .. إلى أن يموت
وتدفنه أنتَ في ظلمة العار وجهاً غريباً .. وتتركه .. ثمّ تمضى مع الأنبياءْ
هنا يسرد الشاعر قصّة مختصرة كاملة وبنفس الطريقة الفلكلورية العجائبية الغرائبية حيث يتدخّل الزمان ـ وهو القدر والمصير في التصوّر الشعبي ـ ليحفر شقوقاً في أيّام المعصوم عليهالسلام الهانئة الحالمة ـ وهذا أيضاً وفقاً للتصوّرات الشعبية ـ وتأتي أحداث القصّة حيث يتعرّض ثوب البطل إلى نهش الذئب الذي سيعوي بعد النهش ويستمر في العواء الجائع إلى أن يموت ، وكأنّ نهشه للثوب كان سبباً لموته ، ثم يتدخّل الشاعر ليضفي على هذا الجو الاُسطوري مسحة رمزية شفّافة حين يقول :
وتدفنه أنتَ في ظلمة العار وجهاً غريباً وتتركه
ونلاحظ أنّ عملية دفن الذئب في ظلمة العار هي ترميز لاندثار الخطّ المعادي للمعصوم عليهالسلام لأنّ هذا الخط يصبح وجهاً غريباً عن حركة الحياة بحقائقها الساطعة حينما يمضي الإمام المعصوم عليهالسلام مع الانبياء في خطّهم ومنهجهم الإلٰهي.
وبمقابل عملية قراءة الكفّ الشعبية الفلكلورية ستكون هناك عملية قراءة من نوع آخر عندما يبدأ الشاعر نفسه بقراءة أكفّ الحياة جميعها ، وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ أكفّ الحياة وقراءتها ليستا من النوع الأوّل ، بل هما يقابلان ـ تجوّزاً ـ كل النشاطات الحياتية العملية والفكرية.
والقراءة هنا قراءة تقصّ واكتشاف بعيدة عن الغرائبية والتصوّرات المندهشة بالمغيبات بدون تصنيف علمي وبدون فرز إدراكي عقائدي سليم.
ويحلو لي ان اسمّيها
قراءة شاعرية ، وأظنّها كذلك فهي مستندة إلى التصوّر