هو رسول السلام.
فالمنهج الذي يجب اتّباعه والطريق الذي ينبغي السير عليه هو أن يكون العمل في سبيل الله حرباً أو سلماً وصلحاً.
وإنّ من صالح فيما يفرضه الواجب الشرعي عليه من الحرب فقد خرج عن منهج الحق والهدى وكذلك العكس.
فالإمام الحسن انّما صالح لأجل الظروف والأسباب التي أوجبت عليه الصلح حسب ما أملاه عليه الواجب الإلٰهي ، لا ـ كما قيل ـ « لأنّ طابع سياسة الحسن عليهالسلام هو حقن الدماء في سائر مراحله » (٣) فإنّ طابع الحسن عليهالسلام هو العمل بالوظيفة الإلٰهية ـ على السواء ـ موجبة حرباً أو حقناً للدماء.
وليس قوله : « لا تهرق فيّ ملء محجمة دماً » إلّا لذلك ، فان إراقة الدماء ـ في مثل ذلك الموقف وفي مثل موقفه في الصلح ـ ليس فيه صلاح للإسلام ولا نفع للمسلمين ، ولسنا بصدد الخوض في أسباب الصلح ها هنا ، إلّا أنّ البعض حاول أن يسند صلح الإمام الحسن عليهالسلام إلى سبب ـ غير تلك الأسباب التي أوجبت الصلح ـ وهو أنّ الإمام عليهالسلام استند في صلحه إلى الخبر المروي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله انّه قال : « انّ بنيَّ سيد عسى الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين » ، ولكن هذا بعيد عن الحق ، فإنّ هذا الخبر على فرض صحّته لا يفرض الصلح على الإمام الحسن عليهالسلام وصدور ذلك ليس سبباً للصلح ، مضافاً إلى أنّ هذا الخبر قد وقع الخلاف في صدوره.
ألفاظ الخبر الواردة :
وقد شاع هذا الخبر
فيما روي عن الرسول عليهالسلام في الكتب الحديثية والتاريخية ، وقد ورد بألفاظ متقاربة المضمون فقد ورد ـ إن ابني هذا سيّد ـ في