المصادر السنيّة التي تقرب من سبعين مصدراً (٤) والتي نقلت هذا الخبر ، فكلها غير ما ذكرناه ـ في رواية ابن الزبير وجابر وأبي هريرة وبريدة ـ ترويه عن الحسن عن أبي بكرة فقط ، ـ ولا تذكر رواية غيره ـ سواء كان بطريق واحد أو طرق متعدّدة ، كما في مسند أحمد والطبقات الكبرى لابن سعد وفرائد السمطين ، وكذلك ابن عساكر فإنّه رواها بطرق متعدّدة عن الحسن عن أبي بكرة إلى غير ذلك.
فيلاحظ أنّ الرواية المعتمدة والمشهورة هي رواية أبي بكرة حتى تكاد لا تجد غيرها ، وإن وجد فهو هامشي كما يلاحظه المتتبّع في كتب الحديث.
الخبر عند العامّة والخاصّة :
وقد تلقى هذا الحديث بالقبول أعلام السنة واتفقت كلماتهم على صدوره ، وكما قلنا إنّه شايع في كتب الحديث والتاريخ ، بل ان ابن عبد البرّ في الاستيعاب (٥) في ترجمة الإمام الحسن قال : « وتواترت الآثار الصحاح عن النبي أنّه قال للحسن ابن علي : انّ ابني هذا سيّد ، عسى الله أن يبقيه حتى يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين » ، وعده ابن الأثير (٦) انّه معجزة نبوية حيث قال : « ثم سار معاوية إليه من الشام وسار هو إلى معاوية فلما تقاربا علم أنّه لن تغلب احدى الطائفتين حتى يقتل أكثر الاُخرى فظهرت المعجزة النبوية في قوله صلىاللهعليهوآله : « ان ابني هذا سيّد » ، إلى غير ذلك من كلمات أعلامهم.
وأمّا عندنا فقد اختلفت الكلمات حوله فذهب كثير إلى صدوره وثبوته ، بل قال بعضهم : « انّ رسول الله قال ذلك يقيناً دون شكّ وقال : إنّ رسول الله قاله أكثر ممّا يحصى » (٧) وذهب كثير إلى أنّها موضوعة ، وهو الصحيح كما ستعرفه.
فانّ هذا الخبر ممّا
دسّ في المرويات عن النبي صلىاللهعليهوآله باُسلوب يخفى عليه