من البصرة خرج له الناس فقال له الراسبي : أي والله انّهم الباغون الظالمون المشركون فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : « ليس القوم كما تقول لو كانوا مشركين سبينا واغنمنا أموالهم وما ناكحناهم ولا وارثناهم » فانّ هذه الرواية تتناقض مع ما مرّ من تصريح الإمام بكفرهم.
ومن المؤيدات على كل انّ هذه الروايات التي ذكرناها صريحة ونصّاً في كفر أولئك ، ومضافاً إلى هذه الروايات وغيرها هناك أقوال عن غير المعصوم صرحت بكفرهم وبعضها يروى عمّن حارب عليّاً عليهالسلام وهي :
١ ـ عن صالح ابن ابي الأسود عن أخيه اُسيد بن أبي الأسود قال سألت عبد الله بن الحسن عن محاربي أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : « ضُلّال » فقلت : ضُلّال مؤمنون فقال : « لا » ولا كرامة إنّ هذا قول المرجئة الخبيثة (٢٤).
٢ ـ ما روى عن الحسن البصري انّه قال : حدّثني مَن سمع طلحة يوم الجمل حيث أصابه السهم ورأى الناس قد انهزموا أقبل على رجل فقال ما أرانا بقية يومنا إلّا كفاراً (٢٦). ورويت أيضاً عن الزبير انّه قال ذلك لمولى له يوم الجمل (٢٧).
٣ ـ عن عمّار لما كان قتال صفّين قال رجل لعمّار يا أبا اليقظان ألم يقل رسول الله قاتلوا الناس حتى يسلموا فإذا أسلموا عصموا مني دماءهم وأموالهم ؟ قال : بلى ولكن والله ما أسلموا ولكن استسلموا وأسروا الكفر حتى وجدوا عليه أعواناً (٢٨).
الملاحظة الرابعة : لو صحّت هذه الرواية عن النبي صلىاللهعليهوآله وكما ادّعى تواترها لما وقع هذا الخلاف فيمَن حارب عليّاً عليهالسلام بعد الاتفاق على كونه باغياً أهو كافر أو مشرك أو فاسق مخلّد في النار ؟.
فقد ذهب واصل بن عطاء
وعمر بن عبيد ومَن تبعهما إلى أنّ أحّد الفريقين