النوع الثاني : ما يجزم فعلين (١) ، الأول فعل الشرط ، والثاني جوابه ، وهو ثلاثة عشر جازما :
إن ، وإذ ما ، ومن ، وما ، ومهما ، وأي ، ومتى ، وأيان ، وأين ، وأنى ، وحيثما ، وكيفما عند بعض النحاة ، وإذا في ضرورة الشعر ، وأدوات الشرط كلها أسماء ، إلا إن ، وإذ ما فإنهما حرفان باتفاق (٢).
__________________
(١) فالفعلان إن كانا مضارعين فالجزم للفظهما ، أو ماضيين فالجزم لمحلهما ، أو مختلفين ماضيا ومضارعا فلكل واحد منهما حكمه ولا يلزم أن يكون جواب الشرط فعلا كما سيأتي في قوله تعالى : (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) ، فجملة المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط.
(٢) فلا محل لهما من الإعراب ، وأما أسماء الشرط فلا بد لها من محل من الإعراب ، وهي أربعة أنواع : أحدها : محله نصب على الظرفية الزمانية وهو : متى ، وأيان ، وإذا. والثاني : محله نصب على الظرفية المكانية وهو : أين ، وأنى ، وحيثما. والثالث : ما أريد به المصدر نحو : مهما تكرم زيدا فأكرمه ، ونحو : كيفما تفعل أفعل. بمعنى أي إكرام ، وأي فعل فينصب على المفعول المطلق بفعل الشرط ، ويجوز في كيفما أن تعرب في محل نصب حال من فاعل فعل الشرط ، والتقدير على أي حال تفعل أفعل أو مفعولا به مقدما. الرابع : من ، وما ، ومهما ، وأي ، فإن كان الفعل مسندا إلى ضميره نحو : (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) ، أو إلى سببه نحو : من ضيم أخوه فقد أهين. فهو في محل رفع مبتدأ لا غير ، وإن كان الفعل واقعا عليه نحو : «ومن يضلل فلا هادي له» ونحو : (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) فهو مفعول به لا غير وإن كان واقعا على ضمير مشتغلا به عنه نحو : (مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ) فهو مبتدأ على الأرجح ، وقيل مفعول به على الاشتغال ،