ولد صفي الدين الحلي ـ كما يقول الكتبي ـ : «يوم الجمعة خامس شهر ربيع الآخر سنة سبع وسبعين وستمائة» في مدينة الحلة ـ في العراق ـ في أسرة من (سنبس) فرع من قبيلة طيء العربية ، وكان أعمامه وأخواله ممن يتزعمون في سنبس ، ولهم مواقع ومعارك مشهورة كانوا يبلون فيها البلاء الحسن ، ولذلك تغنى الشاعر بمفاخر أخواله وكان على رأسهم جلال الدين بن المحاسن الذي نظم فيه وهو صبي جملة من القصائد يحرضه على خوض المعارك ، ومن ذلك قوله ـ وهو في صباه ـ يحرض خاله الصدر جلال الدين بن محاسن على أخذ ثأره من أعدائه في إحدى الوقائع :
ألست ترى ما في العيون من السقم |
|
لقد نحل المعنى المدفق من جسمي |
وأضعف ما بي بالحضور من الضنا |
|
على أنها من ظلمها غصبت قسمي |
ثم يقول بعد هذا الغزل متخلصا :
ألم تشهدي أني أمثل للعدى |
|
فتسهر خوفا أن تراني في الحلم |
فكم طمعوا في وحدتي فرميتهم |
|
بأضيق من سمّ وأقتل من سمّ |
ولو جحدوا فعلي مخافة شامت |
|
لتمّ عليهم في جباههم وسمي |