لمن ترى الملك بعد الله قلت له : |
|
مقال منبسط الآمال مسرور |
للصاحب التاج والقصر المشيد من |
|
أتى بعدل برحب الأرض منشور |
فقال : تعني به كسرى ، فقلت له : |
|
كسرى بن أرتق لا كسرى بن سابور |
الصالح الملك المشكور نائله |
|
ورب نائل ملك غير مشكور |
وحين يصل إلى الاعتذار يوجه أبياتا غاية في الرقة والدماثة ، فيقول :
أدعوك دعوة عبد وامق بكم |
|
يا واحد العصر فاسمع غير مأمور |
لا أدّعي العذر عن تأخير قصدكم |
|
ليس المحب على بعد بمعذور |
بل إن غدا طول بعدي عن جنابكم |
|
ذنبي العظيم فهذا المدح تكفيري |
رقت لتعرب عن رقي لمجدكم |
|
حبّا. وطالت لتمحو ذنب تقصيري |
ويبدو لي أن الحلي لم يمل عن الأرتقيين حبا في مفارقتهم ، ولكنه كان يتطلع إلى توسيع دائرة صلاته بسلاطين العصر وأمرائه ، ولذلك كان يسافر إلى مصر ، ويخرج إلى الشام ، ويرحل إلى العراق ، ثم يعود إلى الأراتقة ، وفي جميع حالاته هذه يرسل بقصائده إليهم ، في التهنئة ، والمديح ، واستغلال المناسبات المفرحة ، ليزج بشعره إليهم فيها ، وفي عام (٧١٩ ه) ترد وفي الديوان قصيدة يمدح بها الملك الصالح وكان قد اقترح عليه (الصالح) الوزن والروي ، يشكو فيها الحلي أمرا جرى له يقول فيها (١) :
يا نسمة لأحاديث الحمى شرحت |
|
كم من صدور لأرباب الهوى شرحت |
يقول خلالها ، وهو يعرض محنته :
يا باذل الخيل عفوا بعد عزتها |
|
وما جنت في الوغى ذنبا ولا اجترحت |
__________________
(١) الديوان : ٩٩ ـ ١٠١.