لما كان بناؤه على الفتح والتحريض على الحرب ، وكقول (١) أبي الطيب (٢) (من البسيط)
لا خيل عندك تهديها ولا مال |
|
فليسعد النطق إن لم تسعد الحال |
لما كان بناؤه على الاعتذار من عمل جميل (٣) تقدمه. وكذلك غير هذا من أغراض الشعراء. وأمثلتها كثيرة.
وفي النثر : أن يكون افتتاح الخطبة والرسالة أو غيرهما دالا على غرض المتكلم ، كقول صاحب عمرو بن مسعدة (٤) كاتب المأمون حين امتحنه عمرو بأن يكتب إلى الخليفة يعرفه أن بقرة ولدت عجلا وجهه كوجه الآدمي فكتب (٥) : «نحمد الله الذي خلق الأنام في بطون الأنعام» وكافتتاح خطبة هذا الكتاب ، إذ كان الغرض بيان أنواع البديع.
__________________
(١) في الأصل (كقول) بلا واو.
(٢) من قصيدة في مدح أبي شجاع فاتك المجنون : الديوان : ٤٨٦ ـ ٤٩٠. ط دار صادر.
(٣) المفردة مستدركة على الحاشية ، ولعلها زائدة ، إذ المعنى بها بعيد. وفي ط : عن حمل تقدمه.
(٤) في الأصل : عمرو بن أسعد ، والصواب ما ثبتناه وهو عمرو بن مسعدة بن سعد ، قال الحموي فيه : كنيته أبو الفضل من جملة كتاب المأمون ، وأهل الفضل والبراعة والشعر منهم توفي في خلافة المأمون ، وكان يتولى له الأعمال الجليلة ، والحق بذوي المراتب النبيلة حتّى سماه بعض الشعراء وزيرا لعظم مترلته :
وفي ط : كصاحب عمرو بن مسعدة
لقد أسعد الله الوزير ابن مسعدة |
|
وبث له في النّاس شكرا ومحمده |
إرشاد الأريب : ٦ / ٨٨ ـ ٩١.
(٥) يريد : بدأها بذكر الغرض من الرسالة وهو الإشارة إلى المخلوق الغريب والخير بكماله في خزانة ابن حجة : ص ١٣. وفي ط : كوجه الإنسان. ط : التركيب.