والنيف ليس للعشرة ولا منها ، بل هو زيادة عليها ، (و) جوز (الأخفش إعرابها مضافة) إلى اسم بعدها (كبعلبك) فيقال : هذه خمسة عشرك ببقاء الصدر مفتوحا ، وتغيير آخر العجز بالعوامل ، (و) جوز (الفراء) حينئذ إعرابها (كابن عرس) فيقال : هذه خمسة عشرك ومررت بخمسة عشرك بإعراب الأول على حسب العوامل وجر الثاني أبدا ، والجمهور منعوا قياس ذلك وأوجبوا بقاء الجزأين على الفتح كما لو لم يضف ، (و) جوز (ابن مالك إظهار العاطف) الذي قدر في الأصل (فتعرب) لزوال المعنى الموجب للبناء فيقال : عندي خمسة وعشر رجلا ، وخمس وعشرة امرأة ، قال أبو حيان : وما أظن العرب تكلمت بمثل ذلك ، وأما قوله :
١٦٨٨ ـ كأنّ بها البدر ابن عشر وأربع
فمخالف لتركيب أربع وعشر بتقديم النيف على العشر فلا يصح الاستدلال به على هذا التركيب ، (وتاء ثلاثة فما فوقها) إلى تسعة (في المركب) مع عشر ، (والمعطوف مع العشرين وإخوته كغيره) ثابتة في المذكر ساقطة في المؤنث وتاء عشرة في المركب بالعكس ، أي : ساقطة في المذكر ثابتة في المؤنث كراهة اجتماع علامتي تأنيث فيقال عني ثلاثة عشر رجلا إلى تسعة عشر وثلاثة وعشرون رجلا إلى تسعة وتسعين وثلاث عشرة امرأة إلى تسع عشرة وثلاث وعشرون امرأة إلى تسع وتسعين.
(ولمذكر دون ثلاثة عشر أحد عشر أو وحد عشر واثني عشر ، ولمؤنثه إحدى عشرة أو وحدة عشرة واثنتا عشرة) ولم يبال هنا بالجمع بين علامتي تأنيث لاختلاف اللفظ في إحدى عشرة ، وإعراب الصدر دون العجز في اثنتي عشرة فكأنهما كلمتان قد تباينتا ، (واثنا) عشر (واثنتا) عشرة (مبنيان عجزا) لما تقدم (معربان صدرا) على الأصح بالألف رفعا والياء جرا ونصبا (لقيامه) أي : العجز فيهما (عن النون) فبقي الصدر على إعرابه كما كان مع النون.
(ومن ثم) أي : ومن أجل ذلك وهو قيام العجز فيهما مقام النون (اختصا بمنع الإضافة) فلا يقال : اثنا عشرك ولا اثنتا عشرتك ، كما أنه لا تجامع النون الإضافة بخلاف سائر أخواتها فإنها تضاف نحو : أحد عشرك وثلاثة عشرك ، ومقابل الأصح في الصدر أنه
__________________
١٦٨٨ ـ البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في حاشية الصبان ٤ / ٦٨ ، وشفاء العليل ص ٥٦٦ ، انظر المعجم المفصل ١٤٧٨.