امرأتان : أيتان ، وفي قام رجال : أيون ، وفي قامت فتيات : أيات ، وفي رأيت رجلا : أيا ، وفي مررت برجل : أي ، وهكذا.
ويجوز ترك المطابقة فيما عدا الإفراد والتأنيث ، والأول أكثر في لسان العرب ، (و) يسأل عن المذكور النكرة (بمن وقفا لا وصلا خلافا ليونس فكذلك) أي : فالأفصح المطابقة فيما ذكره ، (و) لكن (تشبع نونها في الإفراد) فيقال في قام رجل : منو ، وفي ضربت رجلا : منا ، وفي مررت برجل : مني ، (وتسكن) نونها (قبل تاء التأنيث في التثنية غالبا) فيقال : منتان في الرفع ، ومنتين في النصب والجر ، وقد تسكن قبلها في الإفراد فيقال : منت بسكون النون ، والباقي الرفع والنصب والجر ، والفصيح : منه بفتح النون وإسكان الهاء المبدلة من تاء التأنيث ، وقد يحرك قبلها في التثنية فيقال : منتان ، وهو القياس ؛ لأنه تثنية منه بالتحريك ، والتثنية فرع الإفراد ، وهو المشار إليه بقولي : غالبا ، ويقال في حكاية التثنية والإعراب : منان ومنين ، وفي حكاية الجمع الإعراب : منون ومنين ، وفي حكاية الجمع والتأنيث : منات.
ويجوز أيضا ترك المطابقة فتقول إذا قيل قام رجل أو رجلان أو رجال : منو ، وفي نصب ذلك : منا ، وفي جره : مني ، وكذلك في المؤنث إفرادا وتثنية وجمعا ، وهو لغة لقوم من العرب ، وكأن هؤلاء أرادوا أن يحكوا إعراب الاسم فقط ، وأجاز يونس الحكاية بمن في الوصل وإلحاق الزيادات بها حينئذ ، تقول : منو يا فتى ومنا يا هذا ومني يا هند ، ولا تنون ، ومنت يا فتى في الأحوال تشير إلى الحركة ولا تنون ، ومنان ومنتان يا فتى فتكسر النون ، ومنون ومنين يا فتى فتفتح النون ، ومنات يا فتى فتضم التاء ، وتنون في الرفع وتكسر التاء وتنون نصبا وجرا ، وحكاها لغة لبعض العرب ، ولشذوذها قال : لا يصدق بهذه اللغة كل أحد.
(وقيل : الحروف الناشئة زيادة) زيدت أولا (في الحكاية) ولزمت عنها الحركات لا إشباع للحركات فنشأت الحروف وتولدت عنها ، فحاصل القولين أنه اختلف هل الحكاية وقعت بالحركات وتولدت عنها الحروف ، أو بالحروف ولزمت عنها الحركات؟ والأول قول السيرافي ، والثاني قول المبرد والفارسي.
(وقيل) : الحروف (بدل من التنوين) ، قال أبو حيان : وهذا ليس بشيء ؛ لأن الإبدال من التنوين رفعا وجرا لغة لبعض العرب ، وأما منو ومني فكل العرب تقوله ، (وقيل : بدل من لام العهد) لأن النكرة متى أعيدت كانت باللام لئلا يتوهم أن الثاني غير الأول.