قال صاحب «البسيط» : وفي هذا نظر عندي ؛ لأن (ما) لا يحكى بها فينبغي ألا تدخل في هذا الباب ، قال : وكان الأقيس أن تدخل فيه ، أي : لأنها لغير العاقل ولها حظ في الحكاية ، فيقال : الأيوي ينسب إلى أي ، وقال غيره : الصحيح أن سيبويه أطلق القول ولم يسمع الماي ولا الماوي ، وإنما قاله من قاله بالقياس.
(و) خصه (السيرافي بالنسب إلى الأم والأب والقبيلة) كالعلوي والفاطمي والقرشي ، قال : وأما النسب إلى البلد كالمكي أو الصنعة كالخياط فلا يقال فيهما : المني ؛ لأنه لم يسمع ذلك إلا في النسب لغير الصنعة والبلد ، والقياس يقتضيه ؛ لأن القصد بالحكاية إنما هو المحافظة على الاسم ، وهم إنما يحافظون على النسب إلى الأم والأب والقبيلة لا غير ذلك انتهى.
(ولا يحكى علم متبع بغير ابن مضافا لعلم) سواء أتبع بنعت أو عطف بيان أو بدل أو تأكيد ، بل يتعين الإعراب في جميع ذلك ، فإذا قيل : رأيت زيدا الفاضل أو أخا عمرو أو نفسه ، يقال : من زيد الفاضل أو من زيد أخو عمرو أو من زيد نفسه ، فإن أتبع (بابن) مضاف إلى علم جازت الحكاية ؛ لأن التابع مع ما جرى عليه قد جعلا كشيء واحد ، فيقال لمن قال : رأيت زيد ابن عمرو : من زيد بن عمرو؟ (وقيل : يحكى الوصف والموصوف مطلقا) قاله أبو علي ، (وفي) حكاية العلم (المعطوف) والعلم (المعطوف عليه خلف) ، فذهب يونس وجماعة إلى أن عطف أحد الاسمين على الآخر مبطل للحكاية ، ومذهب آخرين أن العطف لا يبطلها ، وفرقوا بين العطف وسائر التوابع بأنه ليس فيه بيان للمعطوف عليه بخلافها فإن فيها بيانا للمتبوع ، فيقال لمن قال : رأيت زيدا وعمرا : من زيدا وعمرا؟ فإن كان أحد المتعاطفين مما يحكى والآخر بخلافه بنيت على المتقدم منهما وأتبعته الآخر في الحكاية أو إبطالها ، فيقال في رأيت زيدا وصاحب عمرو : من زيدا وصاحب عمرو ، وفي رأيت صاحب عمرو وزيدا : من صاحب عمرو وزيد؟
(وربما حكي الاسم دون سؤال) كقوله تعالى : (يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ) [الأنبياء : ٦] ، فإبراهيم ليس بمسؤول وقد حكي هذا اللفظ ؛ لأنه كان اسمه فحكي وأعرب وجعل مفعولا لم يسم فاعله ، (ويحكى التمييز بما ذا) فيقال لمن قال : عندي عشرون رجلا : عندك عشرون ماذا؟ قاله أبو حيان (و) يحكى (المفرد المنسوب للفظه حكم أو يجري معربا) بوجوه الإعراب (اسما للكلمة أو للفظ) ، كقولك في قول القائل : (ضربت زيدا) : (زيدا مفعول) فتحكي الكلمة كما نطق بها في كلامه ، أو تقول : (زيد مفعول) بالإعراب والتذكير ، أي :