يكون التقدير زيد أفضل الرجال والنساء ، وذلك لا يسوغ ، أو (أي) أو (كلا) مفصلا ما بعده نحو : أيّ الرجلين زيد وعمرو أفضل وكلا أخويك زيد وعمرو قال ذلك.
(تنبيهات)
الأول : عد أبو حيان في «الارتشاف» الصور المستثناة إحدى عشرة شملت العبارة منها سبعة ، والثامنة : أن يفتقر الكلام إلى رابط ولا رابط إلا التابع نحو : هند ضربت الرجل أخاها ؛ إذ على البدلية يلزم خلو الجملة الأولى عن رابط ؛ لأن البدل في التقدير من جملة أخرى ، والتاسعة والعاشرة : أن يتبع موصوف أيّ في النداء بمضاف أو منون نحو : يا أيها الرجل غلام زيد ويا أيها الرجل زيد ؛ إذ على البدلية يلزم وصف أيّ بما ليس فيه أل ، والحادية عشرة : أن يتبع المنادى المضموم بإشارة نحو : يا زيد هذا ؛ إذ على البدلية يلزم نداء اسم الإشارة من غير وصف وكل ذلك ممنوع.
الثاني : استشكل ابن هشام في حواشي «التسهيل» ما علل به الصور المذكورة بأنهم يغتفرون في الثواني ما لا يغتفرون في الأوائل ، وقد جوزوا في (إنك أنت) كون (أنت) توكيدا وكونه بدلا ، مع أنه لا يجوز (إن أنت).
الثالث : قال أبو حيان : ما عدا هذه المواضع يجيء عطف البيان فيه مشتركا فتارة مع النعت نحو : جاء زيد أبو عمرو ، وتارة مع البدل نحو : جاء أبو محمد زيد ، وتارة مع التأكيد نحو : رأيت زيدا زيدا.
وفي شرح «الكافية» : عطف البيان يجري مجرى النعت في تكميل متبوعه ، ويفارقه في أن تكميله شرح وتبيين لا بدلالة على معنى في المتبوع أو سببيه ، ومجرى التوكيد في تقوية دلالته ويفارقه في أنه لا يرفع توهم مجاز ، ومجرى البدل في صلاحيته للاستقلال ، ويفارقه في أنه غير منوي الاطراح انتهى.
(قيل : ويتعين للبدلية إذا كان) التابع (بلفظ الأول) نحو : (وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا) [الجاثية : ٢٨] ، قاله ابن الطراوة وتبعه ابن مالك ؛ لأن الشيء لا يبين نفسه.
قال ابن هشام : وفيه نظر ؛ لأن اللفظ المكرر إذا اتصل به ما لم يتصل بالأول اتجه كونه بيانا لما فيه من زيادة الفائدة نحو :