والجواجاني (١) ، وصندل البغدادي (٢) ، والفخري (٣) ، ومختار خادم اللالا (٤) ، وغيرهم طبقات عديدة يطول ذكرهم ، تغمدهم الله برحمته.
ثم إن في الحرم الشريف اليوم جماعة كثيرة من نمط هؤلاء المتقدم ذكرهم ، متصفون بما اتصف به إخوانهم من الديانة ، وصحبة الصالحين ، مع الحسنات الكثيرة الظاهرة والخفية ، والأوقاف العظيمة من النخيل والدور والعتقاء مع قراءة القرآن ، والمواظبة لاستماع الحديث ، والمثابرة على الصلاة في الصفّ الأول دائما ، وفيهم جماعة متبتلون للعبادة على طريقة السلف الصالح نفع الله بهم ، ولم أترك ذكرهم إلا أن الغرض في هذا تنبيه الشاهد بأحوال الغائب ، وتحريض الخلف ، على اتباع السلف ، وقد ذكرت منهم جماعة مع ذكر معتقيهم.
وسيأتي ذكر بعضهم في أثناء الكتاب إن شاء الله تعالى ، ولم أقصد الترتيب فيما وضعت ، وإنما وجه الله العظيم أردت ، فيما سأذكره وفيما قد ذكرت ، وجمع الكلمة قصدت ، (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ) [هود : ٨٨].
__________________
(١) لم أعثر له على ترجمة.
(٢) ذكره في : «التحفة اللطيفة» ١ / ٤٥٨ (١٨١٢) ، نقلا عن ابن فرحون.
(٣) ذكره في : «التحفة اللطيفة» ١ / ٢٢٢ (٦٦٧).
(٤) لم أعثر له على ترجمة.