عليه النصارى قطع القطن ، وضربوه بمدفع (١) ، حتى انهدم البعض منه. وخرج منه القوم ، فدخلته النصارى فعلم محمد بن مهنا بذلك ، فندب قومه. فوقع بينهم القتال على البرج بالليل. فقتل عند ذلك علي بن ذهل ، وقتل محمد بن مهنا الهديفي ، وأقام بعد ذلك سلطان بن حمير بن محمد بن حافظ النبهاني ، وأخوه كهلان بن حمير ، وابن (٢) عمه مهنا بن محمد بن حافظ ، وعسكرهم ، في الحصن ، بعدما قتل محمد بن مهنا الهديفي.
فلما علم الأمير عمير بن حمير أن سيد القوم قتل ، ندب قومه في القتال. وكان القتال بينهم في النخل ، ثم طلع عمير بن حمير بمن معه من تلقاء جامع البلد ، فلم يمنعه أحد ، فقتل [م ٣٣٧] عند ذلك سلطان بن حمير. فانكسر القوم (٣) ، فصاروا أشتاتا متفرقين ، فمنهم من قتل ، ومنهم من أحرق ، ومنهم من أسر ، ومنهم من رجع ، ومنهم من خرج ذاهبا على وجهه لا يدري أين يتوجه ، ولا أين يذهب ، وعلى هذا جميع أهل البلد بأجمعها ، من أولها إلى آخرها ، وأقام النصارى (٤) في حصن صحار ، ورجع الأمير إلى بلدة سمائل خذلانا ، لا مسرورا.
وكان مخزوم بن فلاح متوليا حصن ينقل وقبض منهم [على](٥) رجلين فأمر عبدا له ليقتل واحدا منهما ، فسل عليه السيف ليضربه فاستجار به ، فلم يجره ، فضربه ضربة واحدة ثم عاد ليضربه ثانية ، فاستجار به فلم يجره ، فلما أراد أن يضربه ثالثة ، استجار به ثالثة فأهوى إليه ليمسك فمه ، والعبد قد أهوى إليه بالسيف ، فضرب يد (٦) مخزوم ،
__________________
(١) في الأصل (بمدافع).
(٢) في الأصل (بنو عمه).
(٣) يعني جماعة عمير بن حمير.
(٤) في الأصل (وأقام الناس) والصيغة المثبتة تتفق ومستقبل الحوادث ، وهي مأخوذة من تحفة الأعيان للسالمي (ج ١ ص ٣٩٨).
(٥) ما بين حاصرتين إضافة.
(٦) في الأصل (فضرب ابن مخزوم).