ثم جهز الإمام جيشا ، وأمر عليه الشيخ مسعود بن رمضان ، وأمره أن يقصد بهم مسكد فسار حتى نزل طوي الرولة من المطرح (١) ، فدارت رحى المنون بين [المسلمين](٢) والمشركين ؛ فنصر الله ، المسلمين فهدوا من مسكد بروجا باذخة شامخة ، وقتل من المشركين خلق كثير ثم إنهم طلبوا الصلح ، فصالحهم الوالي على فك ما بأيديهم من الأموال التي للعمور والشيعة من صحار فأذعنوا بالطاعة ، فأمنهم على ذلك ، وأخذ منهم العهود على الوفاء [م ٣٥٥] ورجع إلى الإمام.
ولم يزل مانع بن سنان كامن العداوة الإمام ، قادحا في ملكه [و](٣) في فساد الدولة ، فاستأذن مداد بن هلوان الإمام في قتل مانع بالخديعة ، فأذن له ، فكاتبه مدام ليدخله حصن لوى ، وطمعه فيه بلطف كلامه.
وكان في لوى حافظ بن سيف [واليا](٤) ولم يزل مداد يكاتب [مانع بن سنان](٥) العميري بالمودة والنصيحة ، ويحلف له بالأيمان الصحيحة لئلا يدخل في قلبه الظنون القبيحة.
ففرح بذلك مانع ، واستبد برأيه ، وكان مسكنه قرية دبا (٦) فركب منها إلى صحار ، فأقام بها أياما ينتظر [العون](٧) من مداد فجدد له مداد العهود على ما وعده ، فركب [مانع](٨) إلى لوى ؛ ونزل بها بعدما ضمن له مداد بدخول الحصن ووعده على ليلة معلومة فلما كانت (٩).
__________________
(١) طوى الرولة ، مزرعة شجر الرولة ، والمطرح مدينة غربي مسقط.
(٢) ما بين حاصرتين إضافة لضبط المعنى وكانت مسقط (مسكد) عندئذ بيد النصارى من البرتغاليين.
(٣) ما بين حاصرتين إضافة لضبط المعنى.
(٤) ما بين حاصرتين إضافة للإيضاح.
(٥) ما بين حاصرتين إضافة للإيضاح.
(٦) قرية على الساحل.
(٧) ما بين حاصرتين إضافة لاستكمال المعنى.
(٨) ما بين حاصرتين إضافة للتوضيح.
(٩) في الأصل (كان).