منه ما قدروا عليه. ومع ذلك صالحه أهل الجميمى منها ثم عقب عليهم من عقب ، ودخلوها ، وهرب أهلها إلى سمائل ، وبعض منهم التجأ في حجرة الجناة (١) مع بني مهلل ، فآووهم.
ثم إن الذين بقوا مع أهل مهلل أرسلوا أهل نخل ، أن يجيئوا من جانب الحمام. فجاؤوا بقوم من حيث [م ٤٠٠] لم يدر بهم آل مهلل ، فدخلوا عليهم على حين غفلة منهم ، وقتلوا [منهم من قتلوا](٢) فخرجوا إلى وادي المعاول ، حتى أن المعاول نصروهم وذمروا لهم الحرب في حجرة الجناة. فمكثوا يحاربونهم ثلاثة عشر يوما ، لا يهدأ (٣) ضرب التفق ، حتى أنهم انهزموا من الحجرة ، وكثر فيهم القتل وتخيبوا.
ثم إن المعاول قالوا : لا نبغي حجرة في الجناة ، فهدموها. ومكثت نخل مدة من الزمان لم يوجد (٤) فيها من الأنيس إلا الكلاب والسباع على القتلى. ومن بعد ذلك قسموها على بني هناءة ومكثوا فيها إلى أن ملك سيف بن سلطان بعدما بلغ الحلم ، وأقامه المسلمون إماما ، فعند ذلك سلموها لأهلها. وذلك الوقت أوان تخليج النخل (٥) ، فصاروا (٦) يتوسلون بالقاضي ناصر بن سليمان المدادي من نزوى ، وجاءوا بخط إلى المعاول ، فسلموها [لهم](٧).
__________________
(١) في الأصل (حجرة الخباة) وتكرر الاسم الصورة في المخطوطة. والصيغة المثبتة من تحفة الأعيان للسالمي.
(ج ٢ ، ص ١٣١) وكذلك الفتح المبين لابن رزيق (ص ٣١٦) جاء في لسان العرب أن الحجرة هي الناحية ، والجمع حجر وحجرات.
(٢) ما بين حاصرتين إضافة من تحفة الأعيان للسالمي (ج ٢ ، ص ١٣١).
(٣) في الأصل (لا يهتف) والصيغة المثبتة من تحفة الأعيان للسالمي (ج ٢ ص ١٣١).
(٤) في الأصل (لم يجد).
(٥) أى تلقيحه.
(٦) في الأصل (صاروا).
(٧) ما بين حاصرتين إضافة من تحفة الأعيان للسالمي (ج ٢ ص ١٣١).