ثم إن محمد بن ناصر سار إلى بلدان العوامر ، وآل وهيبة من بدو ، وبني هناءة فوقع بينهم حرب عظيم ، حتى كادت تكون الغلبة [م ٤٠١] على أصحاب محمد بن علي ـ أصحاب محمد بن ناصر ـ ، ثم إنهم ثبتوا ثم رفعت الغلبة على بنى هناءة.
ثم رجع محمد بن ناصر وقصد الظاهرة ليجمع قوما ، فجمع قوما وجاء بهم إلى نزوى. وجمع أهل نزوى وبهلا وأزكى وبني ريام ، وسار بهم إلى سيفم وأرسل إلى سعيد بن جويد الهناوي (١) ومن معه من أهل العقير والغافات فامتنعوا ، وحاصرهم.
ثم خرج سعيد بن جويد ومن معه ، ومر بالظاهرة ، وإلى صحار ، يجمع قوما من صحار وينقل ، إذ [أن](٢) أهلها نكثوا الصلح ، فاجتمع خلق كثير وجاء إلى عملى (٣) وضم ، واجتمع إليه قوم كثير ، فلم يزل يضرب في عمان يمينا وشمالا ، فتراه يوما في الشرقية ، ويوما في الغربية ، يغشى (٤) أموال خصمه من أعوان محمد ناصر ، فكل يوم قيل إن سعيد بن جويد يغشى (٥) بلدة كذا ، وبعض يصالحه ، وبعض يغشى عليه.
ومكث على ذلك مدة طويلة ، حتى توعرت منه الناس. وقد [م ٤٠٢] وصل الخبر إلى فلج العيسى ، وأراد أن يركض على محمد بن ناصر وأصحابه ومكث مدة لم يدروا (٦) أنها قدر سبعة أيام.
فتخوف منه محمد بن ناصر ، حتى جعل عليه عيونا في الأماكن ، خيفه أن يهجم عليه على غفلة ، فأخبرته العيون أن سعيد بن جويد أقبل
__________________
(١) الهنائي
(٢) ما بين حاصرتين لتوضيح المعنى والمقصود أهل ينقل
(٣) في الأصل (عملا)
(٤ و ٥) في الأصل (يخشى)
(٤ و ٥) في الأصل (يخشى)
(٦) في الأصل (لم يدرون).