سنة خمسين ومائة وألف (١) وتحاربوا قليلا ، وانكسر بلعرب بن حمير ومن معه ، وتشتت أقوامه ، ولم يرجع أحد منهم بدابة ، ولا متاع ولا سلاح. ومات أكثرهم من قتل وعطش.
وأخذ سيف الجو والظاهرة ، وأدت أهل تلك البلدان من الخراج والمغرم غير قليل ، ودخلوا حجرة عبري ، وقتلوا الرجال منها والأطفال والنساء ، حتى قيل أن الأطفال يربطون في حبل (٢) ، ويجعلونهم في مياه الأنهار تحت القناطر ، فيا أعظمها من مصيبة!! وحملوا النساء إلى شيراز.
ثم رجعت العجم إلى الصير. وصاروا مالكين أمرهم ، لم يخلوا لسيف بن سلطان حظا ، وتوجه سيف إلى بهلا وحاربهم ، وصالحوه.
ثم تخلل (٣) عساكر بلعرب من حصن نزوى ، وكاد [م ٤٠٩] [بلعرب ن حمير](٤) يهرب منها ، ثم إن أهل بهلا أدخلوا بلعرب الحصن.
ثم جاءت زيادة عجم من شيراز مع أصحابهم إلى الصير ، وقصدوا إلى عمان ، وذلك [في](٥) اليوم التاسع من شوال من سنة خمسين ومائة وألف سنة ، وصالحتهم (٦) قبائل الظاهرة ، ووصلوا إلى بهلا ، واقتتلوا. وقتل من العجم وأهل بهلا ناس كثير ، ودخلت العجم بهلا يوم ثلاثة وعشرين [من ذي](٧) القعدة من هذه السنة ، واستولوا عليها ، وهرب أهلها منها.
__________________
(١) في الأصل (سنة خمس وماية) والصيغة المثبتة من تحفة الاعيان للسالمى (ج ٢ ص ١٤٥)
(٢) في الأصل (يربطون في خيل) وفي كتاب الفتح المبين لابن رزيق ـ ص ٢٢٧ ـ يربطون بالحبال
(٣) تخلل الشىء أى نفذ والمقصود أنهم تسربوا من الحصن
(٤) ما بين حاصرتين إضافة
(٥) ما بين حاصرتين إضافة
(٦) في الأصل (وصالحهم)
(٧) ما بين حاصرتين إضافة