وبروجا عالية من كل جهة من البر ومن البحر مراكب كثيرة ، وكانوا يضربون من الجانب الغربي عشرة مدافع في دفعة واحدة ، وكذلك من المشرق ، وزن الرصاصة ثلاثة أمنان بالمسكدي ، وبنوا لهم حصنا يسمونه أردو ، وصرفته أثقالهم.
ثم إن سيف بن سلطان سلم الكيتان للعجم ، وجاؤوا إلى مسكد والمطرح بقوم عظيمة ، فسار الإمام منها ، ومر بحصن سمائل ، ودوّل من عمان والغربية. [م ٤١٦] وقصد بهم العجم ، فنزلوا قريبا من الأردو ، ودخلوا عليهم ، ووقع القتل في الفريقين. وخانت بدو الغرب ، وأخذوا الأموال من العجم ، وساروا إلى بلدانهم. وقتل هناك السيد سيف بن مهنا مع جملة من مشايخ القبائل (١). وأصاب الإمام ضربتان تفق ، وكان ذلك سبب موته. ودخل ـ هو ومن بقى ـ بخيلهم من باب ، وخرجوا من باب وأكثر قتلهم من التفق من بروجهم [فلما أثخنته الجراح دلف](٢) إلى صحار ، ودخل الحصن ومكث متألما محجوبا عن (٣) الناس ومات ودفن في برج الكبس ، وأخفوا موته ، لئلا تكون (٤) شماتة عليهم من العجم.
ويضربون (٥) مدافعهم كل يوم ألف ضربة واثنتا عشرة ، والأردو عليهم خندق ، وبروجه من النخيل والطين ، والسيد أحمد بن سعيد صبر على إحصار العجم ، [طوال](٦) تسعة أشهر. وأصابهم (٧) عدم
__________________
(١) في الأصل (القبايل)
(٢) في الأصل بياض ؛ وما بين حاصرتين من تحفة الأعيان للسالمي (ج ٢ ص ١٥٤)
(٣) في الأصل (عند)
(٤) في الأصل (يكون)
(٥) يعني العجم
(٦) في الأصل (فثم ذلك تسعة أشهر)
(٧) في الأصل (وصابهم)