فاتخذ غسان لها هذه الشذاوة (١) يغزونهم وهو أول من اتخذها وغزا فيها فانقطعت البوارج عن عمان.
وفي زمانه قتل الصقر بن محمد بن زائدة (٢) ، وكان ممن بايع [م ٢٧٦] المسلمين على راشد بن النظر الجلنداني ، وكان قد أعانهم بالمال والسلاح
وكان سبب قتله أنه خرج على المسلمين رجل من أهل الشرق ، ومعه بنو هناءة ـ وغيرهم ـ ، باغيا على المسلمين ، فألقى على المسلمين أن أخاه الصقر مع البغاة ، فذكر للصقر ، فقال «من يقول هذا ، وإن أخي معى في الدار مريض!» فلما هزم الله البغاة تحقق أن أخاه الصقر معهم فاتهموه بالمداهنة لما ستر عنهم أمر أخيه ، وكان الصقر يومئذ بسمائل ، فبعث إليه الإمام ، وكان الوالي يومئذ بسمائل أبا الوضاح بن عقبة (٣) فمضى الوالي بالصقر إلى الشراة (٤) ، خوفا عليه منهم أن يبطشوا به وبعث الإمام أيضا له سرية (٥) أخرى ، وبعث معهم موسى بن علي فالتقوا بنجد السحاماة (٦). فبنيما هم في مسيرهم ، إذ اعترض بعض الشراة الصقر فقتلوه ، ولم يكن (٧) للوالي أبي الوضاح ، ولا لموسى بن علي ، قدرة على منعهم من قتله ، وبلغنا أن موسى خاف على نفسه ، ولو قال
__________________
(١) ضرب من السفن ، تسميها العامة الزواريق (الشعاع الشائع لابن رزيق ص ٣٦)
(٢) في الأصل (زايدة)
(٣) كذا ذكر ابن رزيق الإسم في الفتح المبين (ص ٢٢٧) وفي الشعاع الشائع (ص ٣٦) أما في الأصل فقد جاء الأسم (الوضاح الصقر بن محمد)
(٤) جاء في الشعاع الشائع باللمعان لابن رزيق (ص ١٩) ما نصه : «الشراة وأحدهم شارى هم الأباضيون الاستقاميون ، سموا بذلك لقولهم : شرينا أنفسنا في سبيل الله ، أي بعناها للجهاد في دين الله» كذلك أنظر : عوض خليفات : نشأة الحركة الأباضية ، ص ٦٧
(٥) في الأصل (شراة)
(٦) كذا في الأصل ، وكذلك في الفتح المبين لابن رزيق (ص ٢٢٧). وفي تحفة الأعيان للسالمى (ص ١٢٤) السحامات
(٧) في الأصل «فلم يكن»