وتخوّف عزان من موسى ، فعاجله بجيش أطلق فيه كافة المسجونين ، فساروا إلى أزكي ؛ فدخلوا حجرة النزار (١) ، ووضعوا على أهل أزكي ، يقتلون ويأسرون ويسلبون وينهبون ، وأضرموا فيها النيران ، فحرقوا أناسا وهم أحياء ، وقتل موسى بن موسى مع حصيات الردة التي عند مسجد الحجر من محلة الجبور (٢) وفعلوا في أهل [م ٢٨٦] أزكي (٣) ما لم يفعله أحد ، فيما سمعنا.
فاشتدت الفتن ، وعظمت الضغائن (٤) والإحن ، وجعل كل فريق يطلب إساءة صاحبه بما قدر ، وأوى عزان المحدثين من أصحابه ؛ وأجرى عليهم النفقات ، وطرح نفقة عن من تخلف عن المسير إلى أزكي. وكانت الواقعة يوم الأحد لليلة بقيت من شهر شعبان سنة ثمان (٥) وسبعين ومائتين.
فمن أجل هذه الوقعة ، خرج الفضل بن الحواري لقرية الترار ، ثائرا لمن قتل من أهل أزكي وطابقته على ذلك المضرية والحدّان (٦) ، وناس من بني الحارث من أهل الباطنة ، ولحق به عبد الله الحداني ؛ وخرج معه الحواري بن عبد الله السلوتي ، ومضوا إلى صحار ، وذلك يوم سادس عشر شوال من هذه السنة ، ودخلوا صحار يوم ثالث وعشرين من هذا
__________________
(١) حجرة بمعنى ناحية
(٢) في الأصل (الخبور) وهو تحريف والجبور بطن من قبيلة خالد ، وهي من أقدم القبائل العربية المعروفة التي تقع منازلها على ساحل الخليج (كحالة : معجم قبائل العرب ، ص ١٦٣ ، ٣٢٧)
(٣) في الأصل (أزكا)
(٤) في الأصل (الضغاين)
(٥) في الأصل (ثمانى)
(٦) هناك أكثر من بطن من القحطانية عرف بهذا الإسم. ولعل المقصود حدان بن شمس وهم بطن من شنوءة من الأزد من القحطانية. أنظر (القلقشندي : نهاية الأرب ؛ كحالة : معجم قبائل العرب).