الشهر ـ وذلك يوم الجمعة ـ وحضروا صلاة الجمعة ، وصلى بالناس زين بن سليمان ، وخطب الناس ودعا للحواري بن عبد الله السلوتي على المنبر وأقاموا فيها بقية الجمعة والسبت.
[م ٢٨٧] وخرجوا عشية الأحد لمحاربة الأهيف بن حمحام الهنائي (١) ومن معه من أصحاب عزان بن تميم ، وذلك أن عزان بن تميم لما سمع بخروجهم ، وجه إليهم الأهيف بن حمحام ـ رئيس بني هناءة ـ في جماعة من اليحمد ، وفيهم فهم بن وارث ، فساروا حتى بلغوا مجز من الباطنة وأرسلوا إلى الصلت بن النضر (٢) وخرج إليهم في جماعة من الخيل والرجال ، ووصل إليهم الفضل بن الحوراى ، والحوارى بن عبد الله ، وأسرعوا فيهم [القتال](٣) فقتل من المضرية يومئذ خلق كثير ووقعت الهزيمة عليهم وكانت هذه الموقعة يوم الاثنين لأربع ليال بقين من شوال من هذه السنة المذكورة (٤).
ولم تزل الفتن تتراكم بين أهل عمان ، ويزيد بينهم الإحن وصار أمر الإمامة بينهم لعبا ولهوا وبغيا وهوى ، ولم يقتفوا بكتاب الله ، ولا السلف الصالح من آبائهم وأجدادهم ، حتى أنهم عقدوا في عام واحد ست عشرة بيعة (٥) ، ولم يفوا بواحدة حتى بلغ الكتاب أجله.
__________________
(١) في الأصل (الهناوى).
(٢) في الأصل (صلت بن النظر) والصيغة المثبتة من تحفة الأعيان للسالمى (ج ١ ص ٢٥٢) والفتح المبين لابن رزيق (ص ٢٣٤).
(٣) ما بين حاصرتين إضافة من الفتح المبين لابن رزيق (ص ٢٣٤).
(٤) سنة ٢٧٨ هجرية.
(٥) في الأصل (ستة عشر بيعة).