ثم بايعوا الصلت بن القاسم الخروصي ، ثم عزلوه ، ثم بايعوا عزان بن الهزبر المالكي ، من كلب (١) اليحمدي ، ثم عزلوه. ثم عقدوا لعبد الله بن محمد الحداني ، المعروف بأبى سعيد القرمطي (٢) ثم عزلوه. ثم عقدوا للصلت بن القاسم ثانية ، ومات في الإمامة ثم بايعوا الحسن بن سعيد السحتني ، فلبث (٣) أقل من شهر ومات. ثم عقدوا للحواري بن مطرف الحدانى على الدفاع (٤) وكان [قد] أخذ على أيدى الفساق والسفهاء من أهل عمان أخذا شديدا ، إلا أنه كان إذا جاء السلطان [العراقي](٥) إلى عمان يجبي أهلها ، اعتزل
__________________
في الظروف الحرجة الصعبة ، يختاره أعلام القوم ليلم الشعث ويوحد الصفوف ويقودهم إلى المعركة ، وربما لا تتوافر فيه كل الشروط الواجب توافرها في الإمام. وبعد القضاء على الخطر ينظر في إمامته فإما أن يبقى وأما يطلب منه الاعتزال. أما النوع الثالث فهو الإمام الضعيف الذى يكون بحاجة إلى مشورة علماء المسلمين وفقهائهم. وغالبا ما كانوا يزهدون في مبايعة إمام ضعيف ، ويعودون ـ خلال الفترة التي لا يوجد فيها إمام ـ إلى كبار العلماء لحل مشاكلهم (عمان : تاريخ يتكلم ، تأليف محمد بن عبد الله السالمي وناجي عساف ، ص ١٢٧ ـ ١٢٨)
(١) كلب ، بطن من اليحمد من الأزد من القحطانية (الاشتقاق لابن دريد ، ومعجم قبائل العرب لكحالة)
(٢) حركة القرامطة حركة هدامة ، ذات طابع سياسي اجتماعي اقتصادي ، اتخذت من الدعوة الإسماعيلية قناعا تسترت خلفه نسبت إلى أحد زعمائها وهو حمدان بن الأشعث الملقب بقرمط. ظهرت دعوتهم في الكوفة وجنوب العراق بعد منتصف القرن الثالث للهجرة ، وامتدات دعوتهم إلى اليمن والشام والبحرين. وفي سنة ٣١١ ه غزا القرامطة البصرة ، وقطعوا الطريق على حجاج بيت الله الحرام. ثم قاموا سنة ٣١٧ ه بغزوتهم الشهيرة التى نهبوا فيها مكة وهتكوا حرمتها واختطفوا الحجر الأسود ونقلوه معهم إلى الأحساء. وقد أحدث القرامطة هزة عنيفة في جسم الدولة الإسلامية حتى حلت بهم الهزيمة في العراق سنة ٣٧٥ ه ، وهي نفس السنة التى شهدت أيضا نهاية نفوذهم في عمان ، على قول ابن خلدون
(تاريخ الطبري ، صلة تاريخ الطبرى لعريب بن سعد ، مروج الذهب للمسعودى ، المنتظم لإبن الجوزى ، الكامل لابن الأثير ، تاريخ ابن خلدون ، ومن المراجع الحديثة أنظر : دى خويه : القرامطة ، ترجمة وتحقيق حسني زينه)
(٣) في الأصل (ثم لبث)
(٤) في تحفة الأعيان للسالمي (ج ١ ، ص ٢٦٧) : وبويع على ما بلغنا على المدافعة
(٥) ما بين حاصرتين إضافة من الشعاع الشائع لابن رزيق (ص ٥٩). وقد جاء في الأصل