ثم أراد الرجوع إلى البحرين ، فجعل عاملا على عمان ، يقال له أحمد بن هلال ورجع هو إلى البحرين ، وجعل أحمد عاملا على سائر (١) عمان ، وكانت إقامته ببهلا (٢) وجعل على نزوى عاملا يقال له بيحرة ـ ويكنى أبا أحمد ـ فقيل له ذات يوم : إن أبا الحواري ومن معه من الأصحاب يبرؤون من موسى بن موسى ، فأرسل إلى أبى الحواري جنديا ، فوصل إليه الجندى وهو قاعد في محراب مسجد ابن سعيد ـ المعروف بأبى القاسم ، وهو مسجد الشجبي ـ بعد صلاة الفجر يقرأ القرآن فقال : إن أبا أحمد يقول لك سر إليه فقال أبو الحواري : لا حاجة لى به. حتى جاءه رسول البيحرة ، فقال له : لا تحدث في أبى الحواري حدثا ، وذلك ببركة القرآن العظيم ، وبلغني أن ذلك الجندي قال [م ٢٩٣] : إنما دعوته ليقوم لئلا يطش (٣) دمه في المحراب.
ولم يزل البيحرة عاملا على نزوى حتى قتلوه وسحبوه ، وقبره (٤) معروف عندهم ، أسفل من باب مؤثر (٥) قليلا ، في لجية (٦) هنالك ، على طريق الجائز (٧) التي تمر على فرق ، يطرحون عليه السماد والجذوع ، والله أعلم.
ثم بايعوا محمد بن الحسن الخروصي على الشراء (٨) ثم اعتزل.
__________________
(١) (في الأصل (ساير).
(٢) وتكتب أيضا (بهلى) غربى نزوى بالداخل.
(٣) يطيش ، بمعنى يذهب ويتبدد
(٤) أى قبر بيحرة
(٥) في الأصل (موثر)
(٦) في الأصل (لحية)
(٧) في الأصل (الجايز)
(٨) كان الأئمة يقسمون غالبا إلى ثلاثة أقسام : الإمام الشاري وهو الإمام الذى يتمتع بالثقة المطلقة من قبل أتباعه جميعا ويحظى بإجماعهم على إمامته. وإمام الدفاع ، وهذا يختار