تكون الهزيمة على محمد بن بور ، وقد ألجؤوه إلى سيف البحر [من السيب](١).
فبينما هم كذلك ، إذ طلع عليهم ركب من أهل قدمة وغيرهم من المضرية ـ على كل جمل رجلان ـ من قبل أبى عبيدة بن محمد السامي (٢) مددا لمحمد بن بور ـ فلما كانوا قريبا من العسكرين ، نزلوا عن رواحلهم وأخذوا أسلحتهم ، وحملوا مع محمد بن بور على الأهيف وأصحابه عند إعياء الناس ، بعدما كادت تكون الهزيمة على محمد بن بور فوقعت الهزيمة على أهل عمان ، فقتل الأهيف بن حمحام وغيره خلق كثير من عشيرته ، ولم يسلم من أهل عمان إلا من تأخر أجله. (٣)
ورجع محمد بن بور إلى نزوى ، واستولى على كافة عمان ، وفرق أهلها ، وعاث في البلاد ، وأهلك بقية الحرث والأولاد ، وجعل أعزة أهلها أذلة ، [م ٢٩٢] وقطع الأيدي والأرجل والآذان ، وسمل الأعين وجعل على أهلها النكال والهوان ، ودفن الأنهار ، وأحرق الكتب ، وذهبت عمان من أيدي أهلها.
__________________
(١) ما بين حاصرتين إضافة من. كتاب الفتح المبين لابن رزيق (ص ٢٣٦) والسيب مدينة على ساحل الباطنة قرب مسقط.
(٢) في الأصل ـ وكذلك في كتاب الفتح المبين لابن رزيق (ص ٢٣٦) ـ (الشامي).
والصيغة المثبتة من كتاب تحفة الأعيان للسالمي (ج ١ ص ٢٦١) ذكر ابن خلدون «كانت بها (عمان) في الأسلام دولة لبني سامة بن لؤي بن غالب أولهم محمد بن قاسم السامى ، بعثه المعتضد وأعانه ، ففتحها» والمقصود بهم بنو سامة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة. (أنظر القلقشندي : نهاية الأرب ، ابن حزم : جمهرة أنساب العرب ، كحالة : معجم قبائل العرب)
(٣) كان ذلك سنة ٢٨٠ هجرية.