لهما ، والصخرة باقية هناك إلى الآن ، وبها اثنان من أولاد يعقوب ، وقيل : هما أشهر (١) ونفتالى (٢) ، والله أعلم.
وعند هذه الأماكن جبل يقال له : الطور ، قيل : إن موسى عليه السلام من هذا الجبل رأى النار وعليه كان الخطاب ، ومن هذا الموضع أرسله الله تعالى إلى فرعون ، والله أعلم.
كابول : قرية بها اثنان من أولاد يعقوب وهما : روبين وشمعون ، وسيأتى ذكر شمعون ويهوذا فى موضع آخر ، إن شاء الله تعالى ، وجميع هذه القرى قريبة بعضها من بعض.
الناصرة : مدينة بها دار مريم ابنة عمران ، ومنها كانت ، ولهذا يقال : نصارى (٣) ، وجبل ساعير قريب منها ، والإشارة فى التوراة فى حق موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام قوله تعالى : «جاء الله من سيناء» يريد مناجاته لموسى على طور سيناء ، وقوله : «وأشرق من ساعير» إشارة إلى ظهور عيسى عليه السلام من الناصرة ، وقوله : «واستعلن من جبل فاران» إشارة إلى نبوة محمد عليه السلام إذ عندهم فى التوراة جبال فاران ، وهى جبال الحجاز والنبي صلى الله عليه وسلم ظهر منها ، هذا لفظ التوراة فى الجزء العاشر فى السفر الخامس (٤).
لدّ : بلد به كان المسيح عليه السلام ، وبه بيت مريم ، وللفرنج فيه اعتقاد عظيم.
مدينة عكّة : كان حقها أن تذكر مع زيارات الساحل وإنما ذكرناها لقربها من هذا الموضع.
بها عين البقر ، ذكروا أن البقر خرجت عنها لآدم فحرث عليها ، وعلى هذه العين مشهد ينسب إلى على بن أبى طالب رضى الله عنه (٥) وذلك أن الفرنج عملته كنيسة وقعد بها قيّم برسم عمارتها وخدمتها فلما أصبح قال : رأيت شخصا يقول لى : «أنا على بن أبى طالب ، قل لهم يعيدوا هذا الموضع مسجدا وإلا من أقام به يهلك» فلم يقبلوا كلامه وأقاموا غيره ، فلما أصبح وجدوه ميتا فتركتها الفرنج مسجدا إلى الآن ، والله أعلم.
__________________
(١) لدى ياقوت : أشير».
(٢) أورده ياقوت ج ٤ ص ٤٧١.
(٣) ياقوت ج ٥ ص ٢٥١.
(٤) أورده ياقوت بنصه ج ٣ ص ١٧١.
(٥) أورده ياقوت بنصه ج ٤ ص ١٧٦.