فيه : «تقتل عمارا الفئة الباغية» وقال لمعاوية : «ما بينى وبينك إلا قتل عمار» قال «قتله من حمله من الكوفة إلينا» وهذا غلط إذا النبي قتل أهل أحد وبدر. وحابس بن سعد الطائى ، صاحب المنام ، وجماعة من الصحابة لم أر لأحد منهم قبرا ، وأما المنام فإن حابسا بن سعد رأى كأن الشمس والقمر يقتتلان ومع كل واحد خلق كثير ، ففسر منامه على عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال له : «مع أيهما كنت» فقال : «مع القمر» قال : «لا وليت لى عملا أبدا إذ كنت مع الآية الممحوة» قال الله تعالى : (فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً) (سورة الإسراء : ١٢) فلما كان يوم صفين كان حابس رضى الله عنه مع أصحاب معاوية فقتله أصحاب على بن أبى طالب رضى الله عنهم ، وبصفين مشهد على بن أبى طالب رضى الله عنه.
وبين قلعة جعبر والرقة واد به حجارة على شكل الخوخ واللوز وغيرهما ما لم أر مثله إلا بواد بين الإسكندرية وأطرابلس الغرب شرقى موضع يقال له : لك ، فإن هناك واديا أى شىء وقع فيه تحجر وصار حجرا ، وأخذت من هذا الوادى حية قد صار حجرا بقدرة الله تعالى ، وهى عندى إلى الآن ، وبين خراسان إلى كرمان عن يمين الذاهب حجارة على صور الفواكه واللوز والتفاح والخوخ والشجر وصور الناس أيضا ، وفى بلد الحومة من أعمال حلب قرية يقال لها : كفر الزيت ، فى أرضها حجارة تشاكل اللوز والكعك والكليجه ، ولها حكاية عجيبة ، والله أعلم بالصواب.
مدينة الرّقّة : بها مشهد على بن أبى طالب رضى الله عنه وبها مشهد الجنائز وبه المردى الذي جاءوا بالشهداء عليه فى الفرات ، وبها الجامع القديم ، وبها قبر يحيى بن عبد الله بن الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم ، وبها حجرة السلميين ، وبها تسعة من أخوال النبي صلى الله عليه وسلم إخوة حليمة السعدية ، وبها حجرة صعصعة بن صوحان العبدى رضى الله عنه ، صاحب على ابن أبى طالب رضى الله عنه ، وبها قبر سالم بن أحمد ، وقبر ابن كدّام الدم ، وقبر المقداد بن الأسود الكندى ، والصحيح أن المقداد بالمدينة ، وبها قبر سالم بن الجنيد رضى الله عنه صاحب على بن أبى طالب رضى الله عنه ، وبها قبر حصن بن عدى الكلبى رضى الله عنه ، وقبر حابس بن سعد ، وقبر نافع بن هلال ، وهلال بن نافع ، وقبر سكن بن مرة ، وقبر أويس القرنى رضى الله عنه ، وقد ذكرناه فيما تقدم ، وهذا هو الأصح ، وقبر عمار بن ياسر رضى الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبها جماعة من الأولياء والصالحين رضى الله عنهم.